عنب بلدي – خاص
رغم ظروف الحرب القاسية التي يعيشها السوريون في داخل البلاد وخارجها، ثمة مبادرات فردية لشباب سوريين، تبعث الأمل بمستقبل سوريا وكفاءاتها، إذ لم يغب السوريون خلال العام الحالي عن قوائم التكريم والتميز والإبداع حول العالم لمساهماتهم القيّمة على الصعيد المدني والإنساني والعلمي، وخلال الأسبوعين الماضيين برزت إبداعات سورية جديدة نالت التكريم في مجالات الإعلام والفن والابتكار والتعليم، واستحقت إلقاء الضوء عليها.
المخترع العربي الأول
فاز المخترع الشاب يمان أبو جيب بالمركز الأول في الموسم السابع من برنامج نجوم العلوم، الذي تنظمه مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ويبث على قناة MBC 4، وحصل على نتيجة 37.2% من أصوات المشاهدين في جميع أنحاء الوطن العربي، إلى جانب مشاورات لجنة التحكيم، أي ما يكفي للفوز بالجائزة الأولى البالغة 300 ألف دولار أمريكي، وذلك عن اختراعه غسالة تعمل بالطاقة الشمسية باسم Glean.
وفور الإعلان عن فوزه بالجائزة قال أبو جيب “مشاركتي في برنامج نجوم العلوم تجربة مميزة لا تتكرّر سوى مرة واحدة في العمر.. فخور بتمثيل سوريا في هذه المسابقة الرائعة، ومن خلال توفير الموارد والخبرات للمخترعين الشباب، تسهم مؤسسة قطر في تعزيز الاهتمام بالعلوم والهندسة والتصميم في العالم العربي، ومن الآن، لن يقتصر هدفي على تطوير Glean، بل سأسعى لمنح الشباب في جميع أنحاء المنطقة الثقة بقدرتهم على تحسين حياة الناس من خلال الابتكار”.
المرأة الأكثر إلهامًا في العالم
ومن أبو جيب إلى مُذُن المليحان، الفتاة السورية التي أدرجتها BBC العالمية على قائمة أسماء المئة امرأة الأكثر إلهامًا في العالم لعام 2015.
ومُذُن المليحان (16 عامًا) لاجئة سوريّة في الأردن يطلق عليها “ملالا” سوريا، تشجع الفتيات اللاجئات على التعلم والذهاب إلى المدرسة.
وهذا العام هو العام الثالث الذي تحتفل فيه بي بي سي بموسم 100 امرأة، والذي يسعى إلى تمثيل النساء بصورة أفضل في تغطية بي بي سي لأخبار العالم.
أفضل مصور فيديو مستقل
وفي الجانب الإعلامي ورغم ظروف العمل الصعبة في سوريا بسبب شدة الحرب، لم يغب اسم الشاب السوري زين الرفاعي عن قوائم التكريم العالمية، بحصوله على جائزة “روري باك” البريطانية، كأفضل مصور مستقل للفيديو عن فئة الأخبار.
وقال لوكالة فرانس برس التي يعمل معها بشكل منتظم “كنت أتمنى حضور حفل التكريم لأكون صوت الإنسان السوري الذي لا زال يعاني ويلات الحرب حتى اللحظة”.
وأهدى الرفاعي، الذي يعيش حاليًا في تركيا ويتلقى العلاج فيها، الجائزة إلى المعتقلين والمعتقلات في سجون النظام السوري الذين ناضلوا في سبيل حرية وكرامة الشعب السوري”.
وعمل الرفاعي مع مركز حلب الإعلامي منذ تأسيسه أواخر 2012، واحترف التصوير الفوتوغرافي والفيديو بعدها، إذ عمل بشكل منتظم مع العديد من وسائل الإعلام أبرزها وكالة فرانس برس وقناة الجزيرة.
وتأسست الجائزة عام 1995 لتكريم أفضل المصورين الصحفيين المستقلين، تخليدًا لذكرى المصور روري باك، من إيرلندا الشمالية، الذي قتل إثر تغطيته المواجهات المسلحة خلال الأزمة الروسية عام 1993.
الجائزة الأولى في الموسيقا
فنيًا، فاز العازف السوري تامبي أسعد جيموك بالمركز الأول في إحدى المسابقات الدولية للموسيقى، والتي اختتمت في مدينة تينيريفي الإسبانية، ونشرت بلدية مدينة بورصة التركية التي يعزف جيموك في فرقة الأوركسترا التابعة لها بيانًا في 5 تشرين الثاني، أعلنت فيه خبر فوزه، مشيرةً إلى أنه “يأتي بعد نجاحات حققها في ألمانيا والسويد وبلغاريا”.
وقالت البلدية إن أسعد “اقترب خطوة أخرى من تحقيق حلمه في الالتحاق بالمعهد العالي للفنون في نيويورك عام 2017″، بينما أضافت إيلينا جيكيش، مدرّسة البيانو المسؤولة عنه “نجح تامبي في لفت أنظار أوساط الموسيقى العالمية إليه، لكن ذلك غير كافٍ.. سنواصل العمل دون توقف حتى يصبح الأفضل”.
وفاز تامبي بالمرتبة الأولى في المسابقة الدولية الخامسة للموسيقى، التي عقدت في ألمانيا، نيسان الماضي. وذلك بعد حصوله على الجنسية التركية نهاية عام 2014.
وشارك بعدها باسم تركيا في المسابقة العالمية للعزف على البيانو التي تجري في الفترة ما بين 10 – 14 كانون الأول في روسيا، كما أحيا حفلة موسيقية في القصر الرئاسي التركي بعد استقبال أردوغان للرئيس الفلسطيني محمود عباس مطلع العام الحالي وعزف فيها مقطوعات موسيقية فلسطينية.
ويبلغ من العمر 16 عامًا ويحمل الجنسية التركية بعد أن منحه إياها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إثر قرار في البرلمان بتاريخ 8 كانون الأول 2014.
امرأة العام في أمريكا
منح مجلس المرأة العربية الأمريكية للأعمال والشؤون التجارية جائزة تقديرية باسم “امرأة العام في مجال العمل والإبداع” للسورية ليلى الحسيني في 5 تشرين الثاني.
ويعمل مجلس المرأة العربية الأمريكية للأعمال والشؤون التجارية على تقوية حضور المرأة العربية الأمريكية وانخراطها في مجال العمل، والنجاح في حياتها المهنية. وأيضا تقدّم منحًا دراسية لفتيات عربيات ممن يحاولن إكمال تحصيلهن العلمي العالي في الجامعات.