أفرجت سلطات القوات الإسرائيلية اليوم، الاثنين 13 من كانون الأول، عن الشيخ رائد صلاح، رئيس “الحركة الإسلامية” المحظورة في إسرائيل، بعد اعتقال دام نحو 17 شهرًا.
وتجمّع العشرات من الفلسطينيين وهم يحملون الرايات الخضراء بانتظار وصوله إلى مدينته أم الفحم الملقبة بـ”أم النور” شمالي فلسطين.
وجرت استعدادات استقباله منذ أمس، الأحد، بعد أن أعلنت “لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بالداخل الفلسطيني”، عن تنظيم الاستقبال للشيخ صلاح.
واعتبر الشيخ صلاح أن قرار محاكمته هو مطاردة دينية أولًا ومطاردة سياسية ثانيًا، وأن “الاحتلال الإسرائيلي تجرأ في محاكمته على محاكمة القرآن والأحكام الإسلامية”.
https://twitter.com/MaydanAlquds/status/1470337819365281792
وتقدمت “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) بالتهنئة والتبريك إلى الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وكل الأحرار في العالم، بمناسبة الإفراج عن الشيخ رائد صلاح، وفق ما نقلته وكالة “شهاب” الفلسطينية للأنباء.
واعتقلت القوات الإسرائيلية الشيخ صلاح منتصف آب 2017، وأمضى الشيخ 11 شهرًا في السجن الفعلي، قبل الإفراج عنه إلى سجن منزلي، ضمن شروط مشددة.
وقضت محكمة “الصلح” الإسرائيلية بمدينة حيفا (شمال)، في شباط 2020، بسجنه لمدة 28 شهرًا، بتهمة التحريض على العنف والإرهاب، وخفضت إلى 17 شهرًا، ووجهت إليه لائحة اتهام من 12 بندًا، تتضمن اتهامات بالتحريض على العنف والإرهاب في خطب وتصريحات له.
ومنذ بدء قضاء محكوميته في 16 من آب 2020، مكث الشيخ صلاح في السجن الانفرادي.
وكانت السلطات الإسرائيلية حظرت “الحركة الإسلامية” التي يترأسها صلاح، في تشرين الثاني 2015، بدعوى ممارستها نشاطات تحريضية ضد إسرائيل.
كما تعرض الشيخ صلاح، في السنوات الأخيرة، للسجن الفعلي التعسفي في السجون الإسرائيلية عدة مرات، وذلك على خلفية نشاطه السلمي المناهض للسياسات الإسرائيلية، التي تتعلق بالقدس والمسجد الأقصى، ووقوفه أمام مخططات التهويد والتغريب.
وسبق أن اعتقل الشيخ في 2010 خمسة أشهر، وفي عام 2016 حوالي 11 شهرًا.
الشيخ صلاح.. الموقف من سوريا
وفي حديث إلى وكالة “الأناضول” التركية، عام 2016، اعتبر الشيخ صلاح أن ما يجري في الشرق الأوسط هو “نتاج صراع قوى الاستعمار والتخريب للسيطرة على الأمة ومواردها، وأن الأعوام الماضية كشفت حجم الصراع على الشرق الإسلامي من قبل دول الاستعمار والخراب”.
وأشار إلى أن دول الاستعمار هي “الولايات المتحدة، وروسيا، والكيان الإسرائيلي، والنظام الإيراني”، وتهدف جميعها إلى السيطرة على “الأمة ومواردها”.
ويرى أن هذه القوى “خلقت جسورًا من اللقاء على حرب الأمة وتفتيت وحدتها، عبر إثراء النزاعات، سنة وشيعة، عربًا وأكرادًا، مسلمين ونصارى، فهدمت بذلك العراق ثم سوريا، وبعد ذلك تتجه أنظار هؤلاء إلى زاوية الشرق الإسلامي تركيا”.
وحول الأوضاع في القدس ومحاولة السلطات الإسرائيلية “تهويدها”، أشار صلاح إلى أن “ما يجري في القدس الآن ليس بعيدًا عمّا يجري في سوريا والعراق، وما تحاول دول الاستعمار فعله ضد تركيا”.
وكان للشيخ موقف واضح من الثورة السورية، فعبّر من منبره عن رفضه للنظام السوري وحلفائه، وقال “نحن بريئون من معسكر النظام الأسدي، وإيران، وروسيا وأمريكا وإسرائيل”.
وأعلن الشيخ وقوفه إلى جانب الشعب السوري في العديد من خطاباته، وتأييده ومناصرته للثورة السورية والتي وصفها بـ”سوريا الحرة سوريا الكرامة، سوريا التي انطلقت منها قوافل القدس والمسجد الأقصى”.
وفي شباط الماضي، أمر الشيخ رائد صلاح، في أثناء وجوده بالسجون الإسرائيلية، بتحويل القيمة المادية لجائزة حصل عليها لمصلحة اللاجئين السوريين، وفق ما نشره نائب “الحركة الإسلامية”، كمال الخطيب.
محاميد للشيخ رائد في سجنه أول أمس، وقد أطلعه على نيل الجائزة، فكانت وصية الشيخ رائد أن يتم تحويل الجائزة المالية لصالح أخوتنا اللاجئين السوريين المهجرين عن وطنهم.
وقد ثمّنت إدارة الجائزة هذه اللفتة من الشيخ رائد، ووعدت بتحويل المبلغ المالي لجهات اغاثية تعمل في خدمة اللاجئين— الشيخ كمال الخطيب (@KamalKhatib1948) February 11, 2021
وأوضح الخطيب في سلسلة تغريدات عبر “تويتر”، أنه تسلّم الجائزة بالإنابة عن الشيخ، وبلغت قيمتها 2800 دولار، وقال إن محامي الشيخ رائد أبلغه بأمر الجائزة خلال زيارته في السجن، وطلب بتقديمها إلى اللاجئين السوريين المهجرين عن وطنهم.
الشيخ رائد صلاح من مواليد مدينة أم الفحم في فلسطين عام 1958، ترأّس “الحركة الإسلامية” في الأراضي المحتلة من قبل إسرائيل، واعتُقل عدة مرات من قبل تل أبيب في الفترة الممتدة من 1989 وحتى عام 2000، وهو أول من اكتشف الحفريات التي تجريها إسرائيل تحت المسجد الأقصى.
–