“طالبان”: تفكيك تنظيم “الدولة” في كابل وجلال أباد واعتقال 670 من عناصر “ولاية خراسان”
اعتقلت الحكومة الأفغانية المؤقتة المتمثلة بحركة “طالبان”، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، أكثر من 670 مسلحًا من تنظيم “الدولة” التابع لـ”ولاية خراسان”.
وقال الناطق باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، في مقابلة مع وكالة “الأناضول“، إنه “لا مكان لهؤلاء الإرهابيين في أفغانستان”.
وأوضح مجاهد أنه تم تدمير 25 مخبأ للتنظيم في العاصمة كابل، وعاصمة إقليم ننكرهار الشرقي، جلال أباد، وأن تنظيم “الدولة” لم يعد يشكّل تهديدًا كبيرًا في أفغانستان، بقوله، “لقد كان التنظيم عبارة عن مجموعة صغيرة تم تفكيكها حاليا في كابل وجلال أباد”.
واتهم مجاهد حكومة أشرف غني السابقة بتعزيز تنظيم “الدولة” في كابل وننكرهار لاستخدامه ضد “طالبان”، وقال إن المعتقلين في سجون “طالبان” ستتعامل معهم الحكومة بموجب الشريعة الإسلامية.
وكان تنظيم “الدولة” تبنّى تنفيذ عدة هجمات بعد سيطرة “طالبان” على كابل منتصف آب الماضي، منها تفجيران في مساجد شمالي ولاية قندوز ومحافظة قندهار الجنوبية، أسفرا عن مقتل نحو 100 شخص وإصابة العشرات في تشرين الأول الماضي.
وأضاف مجاهد أن عدم وجود نظام أمني أو اتصالات عند سيطرة “طالبان” على كابل، ساعد التنظيم على تنفيذ هجمات واستهداف المساجد والأماكن العامة، واستهداف المدنيين.
وفي رده على سؤال بخصوص الأزمة الاقتصادية الحالية في أفغانستان، اعتبر المتحدث أن الولايات المتحدة الأمريكية خالفت القانون الدولي، بسبب حجزها أصول أفغانستان في آب الماضي، ما تسبب بالأزمة الاقتصادية، و أعرب عن أمله في أن تفرج واشنطن عن الأموال المصادَرة قريبًا.
وكانت الحكومة الأمريكية حجزت أكثر من تسعة مليارات دولار من احتياطات البنك المركزي الأفغاني، وأوقف كثير من المانحين والمنظمات، بما في ذلك البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، المدفوعات منذ وصول “طالبان” إلى السلطة.
واتهم مجاهد مسؤولي الحكومة السابقين (حكومة أشرف غني)، بنقل ملايين الدولارات من البلاد، وقال إن “طالبان” استردت ملايين الدولارات من منازل مسؤولين سابقين فروا من البلاد.
واعتبر مجاهد حديث الدول عن تشكيل حكومة شاملة، بمشاركة مسؤولين سابقين، تدخّلًا في الشؤون الداخلية لأفغانستان، مؤكدًا أن الأفغان يعرفون كيف يديرون بلادهم.
وكانت حركة “طالبان” الإسلامية أعلنت عن بدء مقاتليها الدخول إلى العاصمة الأفغانية كابل، لمنع أعمال النهب والعنف في المناطق التي غادرتها الشرطة وقوات الأمن الحكومية الأفغانية، في 15 من آب الماضي.
وقالت الحركة، وقتها، في بيان على لسان متحدثها الرسمي، ذبيح الله مجاهد، عبر “تويتر“، إن “الإمارة الإسلامية” أصدرت بيانًا جاء فيه أن “مقاتلي الحركة خرجوا من العاصمة كابل، ولا تريد الحركة دخولها بالوسائل العسكرية، ولكن الآن هناك تقارير تفيد بإخلاء مناطق داخل المدينة، حيث تركت الشرطة وظيفتها في توفير الأمن”.
من هي حركة “طالبان”؟
أُسّست حركة “طالبان” عام 1994 خلال الحرب الأهلية الأفغانية، التي أعقبت انسحاب القوات السوفييتية من أفغانستان في عام 1989، إذ كانت توجد بشكل أساسي في الجنوب الغربي ومناطق الحدود الباكستانية.
وبنت الحركة مشروعها الأولي على محاربة الفساد وإحلال الأمن في البلاد، إلا أن عناصرها اتبعوا نمطًا متشددًا صارمًا من الإسلام، ما جعل العالم ينظر إليها على أنها حركة إرهابية.
وبعد مرور حوالي عشر سنوات على تأسيسها، سيطرت “طالبان” على أفغانستان عام 1998 وفرضت حكم الشريعة الإسلامية فيها.
وبعد التدخل الأمريكي عام 2001، الذي أدى إلى الإطاحة بالحركة، أعاد مقاتلوها تنظيم أنفسهم من جديد في المناطق الحدودية الباكستانية، وعادوا إلى الواجهة بتعداد وصل إلى 85 ألف مقاتل، وصار يُعتقد أنه بعد عودة الحركة أصبحت أقوى من أي وقت مضى.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :