المنطقة الآمنة شمال سوريا ستكون أمرًا واقعًا خلال أسبوع، بحسب تصريحات رسمية تركية لصحيفة الشرق الأوسط أمس، السبت 21 تشرين الثاني، ولا سيما بعد تمكن الجيش الحر من استعادة قريتين من تنظيم “الدولة الإسلامية” على الحدود مع تركيا قبل يومين.
المصادر التركية لفتت إلى تأييد فرنسي واضح لخطتها الرامية إلى تأمين منطقة في الشمال السوري ممتدة من مدينة جرابلس وحتى اعزاز شمال حلب، تكون خالية من تنظيم الدولة أو الميليشيات “الإرهابية” الأخرى، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب (الكردية)، وهي الفرع السوري من حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.
وأكدت المصادر أن أنقرة اتخذت قرارًا قبل عقد قمة “مجموعة العشرين” التي استضافتها تركيا في مدينة أنطاليا الساحلية قبل نحو أسبوع، حسمت من خلاله قرارًا يقضي بالإعداد للمنطقة لتكون ملجأ آمنًا للسوريين داخل سوريا من الصراع الدائر ومن ضربات قوات الأسد.
ولفتت الصحيفة إلى أن تركيا لن تقوم بعمليات برية لإيجاد هذه المنطقة، بل ستقوم بعمليات دعم جوي ومدفعي مكثف لقوات المعارضة من أجل السيطرة على الأراضي المطلوبة لإقامة المنطقة الآمنة، مشيرة إلى إمكانية دخول فرنسا على الخط من خلال استخدامها قواعد تركيا الجوية تزامنًا مع إرسال الولايات المتحدة مزيدًا من الطائرات إلى قاعدة إنجرليك العسكرية.
وحصلت عنب بلدي على معلومات من قيادي في الجيش الحر بمحافظة حلب، رفض الكشف عن اسمه، تؤكد مزاعم تركيا، موضحًا أن المنطقة ستكون بإشراف فصائل تركمانية وعربية في الجيش الحر، بينها لواء السلطان مراد، إضافة إلى الجبهة الشامية وحركة أحرار الشام الإسلامية.
وأشار القيادي إلى أن منطقة أخرى تدرس تركيا إنشاءها في جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي، لاسيما بعد التقدم الأخير لقوات الأسد المدعومة بسلاح الجو الروسي هناك، الأمر الذي أثار غضبًا في الشارع التركي ودعوات للقتال في سوريا، ترجم سياسيًا من خلال استدعاء أنقرة السفير الروسي لديها قبل أيام.
التصريحات التركية الأخيرة لم تلق ردًا روسيًا أو من قبل نظام الأسد حتى اللحظة، في ظل توقعات أوردها محللون سياسيون أن خلافات ستصل إلى حد الصدام بين أنقرة وموسكو بشأن التدخلات العسكرية والسياسية في سوريا.
–