تعا تفرج
عماد الدين الرشيد يتحدى المخابرات
خطيب بدلة
أثار الشيخ معاذ الخطيب اهتمامَنا، بل ودهشتَنا، بمعلومات نشرها على موقع “مفكر حر”، رد فيها على أشخاص لم نعرف مَن يكونون، الظاهر أنهم افتروا، وتَقَوَّلوا، وكذبوا، وتخرصوا على الدكتور عماد الدين الرشيد، ونعتوه، لَحَاهم الله، بما ليس فيه.
نحن هنا، إذن، أمام معادلة ذات طرفين رئيسين، الطرف المتهم، المُفترى عليه، هو الدكتور عماد الدين، والطرف الظالم، تمثله مجموعةُ المتقولين، المتخرصين، الكذابين، المجهولين، وثمة طرفان آخران، أولهما الحَكَم المنصف، الشيخ معاذ، الذي يؤكد أن الدكتور عماد الدين “كان يذهب، قبل 20 عامًا، إلى قرى الجزيرة وضفاف الفرات، لإحياء الإسلام في قلوب الناس، وتعليمهم محبة النبي الهادي”، وثانيهما تشكيلة من الفروع الأمنية الحقيرة الممتدة من دمشق إلى الرقة، التي كانت تغتاظ من الدكتور الرشيد، عندما تأتيها التقارير بأنه “يتكلم عن عظمة الإسلام ومنهج الحرية فيه”. ولكن، أين كان أولئك المفترون الكذابون عندما كان عماد الدين الرشيد يغامر بحياته ويتحدى كل تلك الفروع يا ترى؟ يقول الدكتور معاذ، إنهم “كانوا، مع الأسف الشديد، يصفقون في الحارات”، وهذه إشارة لا يخفى مغزاها على لبيب، إلى أنهم كانوا يخرجون في مسيرات تأييد للدكتاتور المجرم حافظ الأسد (أو وريثه)، ويكون حَمل اللافتات والصور، والرقص، والدبيك، والنخ، في أثناء ذلك، لـ”أبو موزة”.
يختم الشيخ معاذ مرافعته الموجزة بإشارة فهمتُ منها، أنا محسوبكم، أن الدكتور عماد الدين الرشيد لم يكن ذا نزعة مناطقية، لذلك لم يقتصر نشاطه التبشيري على منطقتي الرقة والفرات، بل “كان يتسلل في جناح الليل إلى ريف حماة وحمص وحوران، لزرع الوعي، والإيمان، ويعود منهكًا”، وسبب الإنهاك، كما فهمنا من أقوال الشيخ معاذ، أنه كان يشتغل على أمر آخر، غير الدعوة والتبشير، هو تعليم طلاب كلية الشريعة “رفع الهامات في وجه الظالمين”، كل هذا، أيها السادة، والكذابون المتقولون مستغرقون في الدبكة والتصفيق والنخ، ولا يستبعد أن يدق أحدَهم الحماسُ، فيخرطش مسدسه الستندر نمرة تسعة، ويسحب مشطًا من الرصاص لعيون أبو سليمان أو أبو حافظ.
نحن الآن، أيها السادة، أمام قضية حق، والحق يعلو ولا يعلى عليه، ولكن، ولكي يكون الحق أكثر جلاء وسطوعًا، لا بد من إبداء ملاحظات، أتمنى ألا يغضب منها الشيخ معاذ والدكتور عماد الدين، وأما المصفقون في الحارات وفروع المخابرات، فأنا أضع رضاهم وزعلهم، وأنتم أكبر قدر، على قفا صرمايتي. أولى هذه الملاحظات: أنا أعرف، حق المعرفة، أن أهالي إدلب وحلب واللاذقية وطرطوس ودير الزور، لا يقلون ضلالًا وزوغانًا وابتعادًا عن الطريق القويم من أهالي الرقة والفرات وريف حمص وحماة وحوران، ومع ذلك، لم يتكرم الدكتور عماد الدين الرشيد بزيارتهم ليزرع الوعي والإيمان في قلوبهم، أضف إلى أنهم جبناء أكثر بكثير من طلاب كلية الشريعة، وواحدهم يمشي في الشارع وهامته مطأطأة وكأنه مرتكبٌ لفعل يوطي الرأس، يعني، بالله عليك، ماذا كان الدكتور عماد سيخسر لو أنه مر بهم وعلّمهم كيف يكون رفع الهامات في وجه الظالمين؟
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :