قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إن بلاده قد تتفاوض مع بعض الأنظمة من دون إجراء أي تحول دبلوماسي في علاقتها معها، وذلك في معرض رده على سؤال يتعلق بالصحفي الأمريكي المحتجز لدى النظام السوري أوستن تايس.
وأشار برايس إلى أن بلاده ليست لديها “أولوية أعلى من سلامة وأمن الأمريكيين في الخارج، وهذا بالطبع يشمل بالطبع الأمريكيين المحتجزين ظلمًا في الخارج، وبالطبع أوستن تايس يقع في هذه الفئة الأخيرة”.
وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم، الجمعة 10 من كانون الأول، قال برايس، إن بلاده تفصل بين فكرة الدبلوماسية وجهودها لتحرير الأمريكيين المحتجزين في الخارج، ولذلك فقد تجري مفاوضات مع أنظمة علاقتها معها سيئة أو منقطعة تمامًا، دون إجراء تحول دبلوماسي أوسع مع هذا البلد أو النظام.
وتأتي تصريحات برايس عقب مؤتمر صحفي عقدته ديبرا تايس، والدة الصحفي المحتجز منذ تسع سنوات عند النظام السوري أوستن تايس، الخميس 9 من كانون الأول.
وانتقدت ديبرا تايس البيت الأبيض قائلة إنه “العقبة” التي تواجهها، وإنها لم تستطع مقابلة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أو مستشاره للأمن القومي، جيك سوليفان، لمناقشة محنة ابنها.
وطالبت ديبرا تايس الإدارة الأمريكية بالبناء على المحادثات “السرية” التي أجراها المسؤولون الأمريكيون مع نائب رئيس النظام السوري للشؤون الأمنية، علي مملوك، وعلى جهود رئيس الأمن اللبناني، عباس إبراهيم.
وأثنت تايس على وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الذي ذكر ابنها المعتقل أوستن في تغريدة نشرها منذ يومين، يتحدث فيها عن الصحفيين الأمريكيين المحتجزين بسبب عملهم.
وكان عباس إبراهيم زار دمشق، في تشرين الثاني عام 2020، للتفاوض مع مسؤولي النظام بشأن تايس، ولم يقدّم حينها معلومات أكثر حول زيارته إلى دمشق ونتائجها أو الشخصيات التي التقى بها.
من هو أوستن تايس.. وكم مختفيًا أمريكيًا في سوريا؟
أوستن تايس هو جندي سابق في البحرية الأمريكية ومصوّر صحفي، يبلغ من العمر 37 عامًا، اختار السفر إلى سوريا لنقل الأخبار إلى وسائل الإعلام الأمريكية، ومنها محطة “سي بي إس”، و”واشنطن بوست”، وشركة “ماكلاتشي”.
اعتُقل عند حاجز خارج دمشق، في 13 من آب 2012، وأخبر مصدر خاص عنب بلدي في وقت سابق، أن تايس التقى قبل اختفائه بمجموعة من الناشطين المدنيين وعناصر من “الجيش الحر” في مدينة داريا، جنوب دمشق، وأجرى معهم لقاء حصريًا، وجهز تقريره، ثم أوصله العناصر إلى خارج المدينة، وانقطعت أخباره عقب ذلك.
كما يعتقل النظام السوري مجد كم الماز، وهو طبيب نفسي يحمل الجنسيتين السورية والأمريكية، يبلغ من العمر 61 عامًا، اعتُقل عند حاجز للنظام السوري في دمشق في شباط 2017.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لم تسمِّه، أن أربعة أمريكيين آخرين في عداد المفقودين في سوريا، يُعتقد أن النظام السوري يحتجزهم ولا تريد عائلاتهم الكشف عن أسمائهم.
–