تحدثت الأمم المتحدة عن ارتفاع عدد الأشخاص الذين عمد القطاع الإنساني إلى الوصول إليهم بأكثر من ستة أضعاف، من 32 مليون شخص قبل 15 عامًا إلى 183 مليون شخص العام المقبل.
وأعلن 39 مانحًا تعهدات قياسية بأكثر من 467 مليون دولار لعام 2022، خلال فعالية في الذكرى الـ15 لتأسيس “الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ” (CERF).
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي الخميس 9 من كانون الأول، “تمثل تعهدات هذا العام أعلى مبلغ تم الالتزام به تجاه الصندوق في فعالية إعلان تبرعات، مقارنة بمبلغ 371.8 مليون دولار تم التعهد به لعام 2021، كما أنه يتجاوز الرقم القياسي السابق البالغ 438.5 مليون دولار الذي تم التعهد به لعام 2019.
وأسهم الصندوق في تقديم المساعدة لأكثر من 69 مليون شخص، معظمهم نساء وفتيات، وشمل ذلك الرعاية الصحية لـ42 مليون شخص، والمساعدة الغذائية لـ16 مليون شخص، والمياه والصرف الصحي لـ12 مليون شخص، ودعم التغذية لأربعة ملايين شخص في حالات الطوارئ بجميع أنحاء العالم، بحسب بيان للأمم المتحدة.
وحتى الآن، في عام 2021، قدّم الصندوق 553 مليون دولار كمساعدات لملايين الأشخاص في 34 دولة، وهذا هو ثاني أعلى صرف سنوي، ولم يتجاوزه سوى الرقم القياسي في عام 2020 البالغ 848 مليون دولار.
من جانبه، قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيثس، إن النزاعات المطولة تستمر في سوريا واليمن وأماكن أخرى في التفاقم، بينما يتفاقم الصراع في إثيوبيا، وينتشر عدم الاستقرار من ميانمار إلى منطقة الساحل.
وأضاف أن آثار أزمة المناخ تدمر حياة الأشخاص المعرّضين للخطر الذين يواجهون فترات طويلة ومتكررة من الجفاف، والمزيد من العواصف الشديدة والنظم البيئية المنهكة.
وأشار إلى أن هذه العوامل المتعددة تركت عددًا قياسيًا من الأشخاص المحتاجين بينما ننتقل إلى العام المقبل.
اقرأ أيضًا: المحتاجون يعادلون رابع أكبر دولة في العالم
المحتاجون في سوريا
وكان المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ديفيد بيزلي، حذّر من التدابير “القاسية” التي يضطر الأهالي إلى اتخاذها بسبب الجوع والفقر في سوريا.
وقال المسؤول الأممي، في بيان صادر في 12 من تشرين الثاني الماضي، إن الصراع والتغيّر المناخي وجائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، والآن تكلفة المعيشة، تدفع الناس إلى ما وراء قدرتهم على التحمل.
وحذّر بيزلي من الانتظار أكثر لمساعدة من هم بحاجة، إذ “أظهر التاريخ لنا أننا إذا لم نساعد الناس قبل أن يصبحوا معدَمين، فسوف يتخذون تدابير قاسية وسنشهد هجرة جماعية”، بحسب تعبيره.
وبحسب بيانات لبرنامج الأغذية العالمي، يعاني الآن حوالي 12.4 مليون شخص (ما يقرب من 60% من السكان) من انعدام الأمن الغذائي، ولا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية، وهذا أعلى رقم سُجل في تاريخ سوريا بزيادة نسبتها 57% عن عام 2019.
–