وصلت القافلة الثالثة من مساعدات برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إلى الشمال السوري قادمة من مناطق سيطرة النظام عبر معبر سراقب “الترنبة” شرقي إدلب، وسط استياء من ناشطين اعتبروا أن وصولها بهذه الطريقة تمهيد لتحويل مسارها من معبر “باب الهوى” مع تركيا إلى مناطق سيطرة النظام برعاية روسية.
وأعلن برنامج الغذاء العالمي عبر “تويتر” اليوم، الخميس 9 من كانون الأول، تسيير قافلة لتوصيل مواد غذائية وسلع إنسانية أخرى تابعة للأمم المتحدة من حلب إلى المستودع المتعاقد مع البرنامج في مدينة سرمدا شمالي إدلب اليوم، تماشيًا مع قرار مجلس الأمن رقم “2585” في 9 من تموز 2021.
وأوضح البرنامج أن المساعدات الإنسانية الموجودة في القافلة ستُوزع على المحتاجين من سكان شمال غربي سوريا، وهي مساعدات مكملة للمساعدات المقدمة عبر الحدود.
(2/2) سيتم توزيع المساعدات الإنسانية الموجودة في القافلة على المحتاجين من سكان شمال غرب سوريا وهي مساعدات مكملة للمساعدات المقدمة عبر الحدود
— برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (@WFP_Arabic) December 9, 2021
دخول قافلة مساعدات أممية مؤلفة من 14 شاحنة قادمة من مناطق سيطرة عصابات الأسد إلى مناطق الشمال السوري المحرر عبر معبر سراقب (الترنبة) شرق إدلب.
تصوير : عزالدين القاسم#سوريا #ادلب pic.twitter.com/BwhK4Eedq5
— IZZ ALDIN ALQASEM (@azaldenalkasem1) December 9, 2021
“الإنقاذ” توضح
وقال مدير العلاقات العامة في وزارة التنمية والشؤون الإنسانية التابعة لحكومة “الإنقاذ”، محمد البشير، لعنب بلدي، “لا دخل للنظام المجرم في هذه المساعدات أبدًا، لا من حيث الدخول ولا من حيث التوزيع، وإنما هي عبارة عن مساعدات إنسانية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي”.
وأضاف أن هذه المساعدات حصة إضافية تُضاف إلى كمية المساعدات الإنسانية الداخلة عبر معبر “باب الهوى”.
وتابع البشير “كنا أمام خيار صعب بإدخال هذه المساعدات عبر خطوط التماس، إلا أن الروس لوحوا باستخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن في حال عدم السماح بدخول هذه المساعدات عبر خطوط التماس”.
وأوضح البشير، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم عقب وصول قافلة المساعدات، أن الحكومة سمحت “بدخول مساعدات برنامج الغذاء العالمي إلى مستودعات المناطق المحررة ثم يجري توزيعها بعد نزولها في المستودعات على جميع المستحقين دون تمييز، وليس للهلال الأحمر السوري، ذراع النظام المجرم، أي دور”.
ولفت إلى أن السماح بدخول هذه القافلة من خطوط التماس من أجل تجديد قرار إدخال المساعدات عبر معبر “باب الهوى” وفق مخرجات اجتماع مجلس الأمن، في شهر تموز الماضي، بينما منع إدخالها سيدعم الموقف الرافض لقرار تجديد دخول المساعدات عبر المعبر.
وبيّن أن “كمية المساعدات القادمة عبر خطوط التماس 14 شاحنة فقط، بينما تدخل من معبر باب الهوى شهريًا ألف شاحنة”.
دفعتان سابقتان
وفي 31 من آب الماضي، دخلت دفعة المساعدات الثانية “عبر الخطوط” من قرية ميزناز غربي حلب إلى قرية معارة النعسان بريف إدلب الشرقي، مكونة من 12 شاحنة.
ودخلت في 30 من آب الماضي، الدفعة الأولى من المساعدات (ثلاث شاحنات) عبر معبر “ميزناز- معارة النعسان” أيضًا، الذي حاولت “هيئة تحرير الشام” صاحبة النفوذ في إدلب سابقًا فتحه بقصد الأعمال التجارية مع النظام، إلا أن الرفض الشعبي للأمر ألغى العملية.
وجميع الشاحنات رُفع عليها شعار برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة (WFP)، وذلك في إطار نقل هذه المساعدات من مناطق سيطرة النظام إلى مستودعات أُعدت في محافظة إدلب لهذه العملية.
وأوضحت حكومة “الإنقاذ” في بيان لها حول دخول هذه الشاحنات، أنها تتبع لـ”WFP” وعددها 15 شاحنة تنقل 12 ألف حصة غذائية ضمن خطة لنقل مستودعات تتبع للبرنامج من حلب إلى إدلب.
وأضافت الحكومة أن الحصص المنقولة من مستودعات “WFP” هي حصة “إضافية تعادل 5% من الحصص التي تدخل من معبر (باب الهوى)”.
ونفت “الإنقاذ” فتح معبر مع النظام، وأكدت أن العملية فقط لنقل المساعدات، ولا علاقة لـ”الهلال الأحمر السوري” بالمهمة.
وكان مجلس الأمن الدولي قرر، في تموز الماضي، تمديد آلية دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا لمدة عام عن طريق معبر “باب الهوى”.
ويعني الوصول “عبر الخطوط” أن تدخل المساعدات من داخل سوريا (إلى جانب “باب الهوى” عبر الحدود)، وهو ما كانت تطالب به روسيا.
اقرأ أيضًا: شاحنات “عبر الخطوط” تصل لأول مرة إلى إدلب