الزراعة في رأس العين.. “حرب على الفلاح” سلاحها الكهرباء والوقود
“منطقتنا زراعية، وموت الزراعة فيها يعني موت البشر، والحل الأفضل والوحيد لانتعاش المنطقة يتمثل في إيصال الكهرباء إليها لري المحاصيل”.
هكذا بدأ المزارع عبد الرزاق السرماني، نازح من ريف إدلب إلى منطقة عمليات “نبع السلام” الواقعة بين مدينتي رأس العين شمال غربي الحسكة وتل أبيض شمال الرقة، حديثه إلى عنب بلدي، معتبرًا أن هناك “حربًا على الفلاح” في المنطقة التي تسيطر عليها فصائل من “الجيش الوطني السوري” والقوات التركية.
قال عبد الرزاق إن “الزراعة في منطقة الجزيرة تتطلب ري البذار فور زراعتها، لأن تأخر الري سيؤدي إلى تلف نصف المحصول. هناك كثير من الفلاحين لم يزرعوا أراضيهم هذا الموسم، وبعض منهم زرع نصف المساحة التي كان يستثمرها عادة في الأعوام السابقة”.
“حرب على الفلاح”
أوضح عبد الرزاق أن “الفلاحين كانوا يأملون بوصول الكهرباء إلى المنطقة بعد الحديث عن مشروع لمدّ شبكة طاقة كهربائية من الجانب التركي، إلا أن المشروع لم يُنجز إلى الآن، وما زاد الطين بلّة قطع الكهرباء التي كانت تأتينا من الحسكة”.
وأشار إلى أن ارتفاع أسعار الأسمدة والوقود زاد من معاناة الفلاح، فالوقود والأسمدة محتكَرة من قبل تجار يتعاملون مع فصائل من “الجيش الوطني” متحكمة بمعابر المنطقة.
يتهم عبد الرزاق المجلس المحلي في المنطقة بعدم الاكتراث لوضع الفلاحين، معتبرًا أن موظفيه يعملون لتحقيق مكاسب شخصية، في حين يكتفي المسؤولون عن الزراعة في المنطقة بإبلاغهم القرارات التي تصلهم فقط.
في حال حل مشكلة إيصال الكهرباء، سيصبح الوضع الزراعي أفضل، ما يؤدي إلى انتعاش المنطقة، بحسب الفلاح، محذرًا “موت الزراعة في منطقتنا يعني موت البشر”.
وطالب بإسراع عملية استجرار الكهرباء من الجانب التركي، أما مشكلة الوقود فهي معقدة ومستحيلة الحل، حسب قوله.
برميل المازوت بـ100 دولار
من جانبه، يؤيد وائل كيال، أحد المزارعين في المنطقة، ما قاله عبد الرزاق، وقال لعنب بلدي، إن الصعوبات في تأمين مستلزمات الزراعة بمنطقة “نبع السلام” هي بمثابة “حرب على الفلاح” بالدرجة الأولى.
وأوضح أن وضع الزراعة في المنطقة صعب هذا الموسم، بسبب نقص المستلزمات، وبالدرجة الأولى الوقود، إذ وصل سعر برميل المازوت الواحد إلى أكثر من 100 دولار أمريكي.
وإضافة إلى فقدان الوقود المحتكَر من قبل جهات معروفة، دون أن يتطرق إلى ذكرها، يرى وائل أن الجفاف هذا الموسم، وقطع الكهرباء بشكل كامل، ونقص الأسمدة، من أبرز الصعوبات التي تواجه قطاع الزراعة في المنطقة.
إجراءات المجلس المحلي
رئيس مكتب الزراعة في المجلس المحلي لمدينة رأس العين، عمر حمود، قال إن الإجراءات المتبعة لدعم الفلاحين تتمثل بتأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي كالبذار والأسمدة وغيرهما.
وأضاف، في حديث إلى عنب بلدي، أن الحل الوحيد لتأمين مياه الري هو بإيصال الكهرباء التركية إلى جميع الآبار الزراعية، وهذا العمل يحتاج إلى وقت لإنجازه بشكل كامل لأن المنطقة واسعة.
المجلس عمل منذ تأسيسه على إدخال الكهرباء التركية، لأنها المصدر الوحيد لتأمين الطاقة للآبار، بحسب رئيس المكتب، مشيرًا إلى أن الآبار التي تقع ضمن مرور الشبكة التركية في المنطقة تم تغطيتها بالكهرباء.
أما عن النقص في الوقود، فقال إن “دخول الوقود إلى المنطقة ليس عن طريقنا، لذلك لسنا قادرين على توزيعه على الفلاحين، ويحصلون عليه عن طريق تجار”.
المجلس عمل على محاربة الاحتكار في المنطقة، بحسب عمر حمود، من خلال منح رخص لعدد من المعتمدين لتوزيع السماد وبسعر يتناسب مع وضع الفلاح، وأيضًا بإدخال كميات من البذار المقدمة من الحكومة التركية بشكل مجاني، وأصناف محسنة عن طريق “مؤسسة إكثار البذار” التابعة لوزارة الزراعة في “الحكومة السورية المؤقتة” بسعر مدعوم.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في مدينة الباب سراج محمد
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :