سكان “الركبان” يواصلون اعتصامهم لليوم السادس.. ويطلبون مساواتهم بمناطق “الإدارة الذاتية”
يواصل سكان مخيم “الركبان” على الحدود السورية- الأردنية، اعتصامهم لليوم السادس على التوالي، الذي بدأ في 3 من كانون الأول الحالي، احتجاجًا على سوء الأوضاع المعيشية، وانعدام الخدمات داخل المخيم.
ويطالب المعتصمون التحالف الدولي بالتدخل لدعم المخيم أسوة بمناطق “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا.
ونشرت صفحة مخيم “الركبان” عبر “فيس بوك” بعد يومين على بدء الاعتصام، بيانًا موجهًا لقوات التحالف الدولي الموجودة بمنطقة التنف، مطالبة بالتدخل المباشر لإنشاء منطقة حكم ذاتي في الجنوب السوري أسوة بمناطق نفوذ “قسد”، التي تسيطر على شمال شرقي سوريا.
وقال الإعلامي عمر الحمصي المقيم في المخيم لعنب بلدي، إن الاعتصام ذو طابع مدني، ويهدف لإيصال صورة عن واقع المخيم لقوات التحالف الدولي، حيث يعاني قاطنوه واقعًا معيشيًا وطبيًا متردّيًا، كما يشهد المخيم حالات وفاة، خصوصًا بين الأطفال، جراء سوء الوضع الطبي فيه.
وأضاف الحمصي أنها ليست المرة الأولى التي يشهد فيها “الركبان” اعتصامًا، إنما نُفذت اعتصامات سابقة نوشدت خلالها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، لتحسين الواقع المعيشي فيه.
وأشار الحمصي إلى أن فكرة الاعتصام هي توجيه رسالة لقوات التحالف الدولي المتمركزة في منطقة التنف، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، في محاولة منهم لممارسة ضغوطات على بعض الجهات المسؤولة.
انعدام مقومات الحياة
بعد تدهور الأوضاع الإنسانية في مخيم “الركبان” نتيجة الفقر وانعدام مقومات الحياة، وتراجع القطاع الصحي والتعليمي، لجأ سكان المخيم لطريقة الاعتصام من أجل لفت أنظار العالم إلى معاناة المخيم.
وقال رئيس هيئة العلاقات العامة والسياسية في المخيم، شكري الشهاب، لعنب بلدي، “نحن نطالب التحالف بطريقة التعامل بالمثل مع شمال شرقي سوريا، وهدفنا هو حث الأمم المتحدة على تقديم الدعم بشقيه الإغاثي والطبي، ودعم الاستقرار بالمخيم”.
وأضاف الشهاب أن من الممكن دعم المخيم عن طريق تنفيذ مشاريع متوسطة، كمشاريع ورشات الخياطة، أو المشاريع الزراعية، أو غيرها لتأمين فرص عمل للسكان، إضافة إلى دعم القطاعات الطبية، والتعليمية، والخدمية.
ويعاني مخيم “الركبان” انعدام مقومات الحياة، من الناحية الصحية والتعليم والخدمات، كما أن المخيم لم يخضع بعد عام 2018 لأي دعم إغاثي أو صحي، باستثناء السلال الإغاثية التي وزعها “الهلال الأحمر” لمرة واحدة عام 2019.
أحمد أحد سكان المخيم تحفظت عنب بلدي على اسمه الكامل لأسباب أمنية، قال إن انعدام مقومات الحياة بالمخيم تدفع السكان إلى القبول بأي خيار، حتى لو كانت تجربة التحالف مع “قسد” فاشلة، ولكنها من أفضل الخيارات لو طُبقت في المخيم المعزول الذي يعاني من انعدام مقومات الحياة.
المطلب الطبي هو الأهم
في آذار 2020، أغلق الأردن النقطة الطبية الوحيدة التي كانت تقدم الإسعافات الأولية وتستقبل حالات الولادة الحرجة، كما أغلق الحدود ضمن إجراءات للحد من انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
وكانت الحالات الطبية الطارئة وحالات الولادة الحرجة تدخل إلى الأردن عن طريق مفوضية الأمم المتحدة، قبل إغلاق الأردن الحدود، إضافة إلى إغلاق جميع مراكز المفوضية الأممية أبوابها في المخيم.
وقال الإعلامي عمر الحمصي، إن بعض الأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج لجؤوا إلى مناطق نفوذ النظام السوري، رغم الخطورة الأمنية، نتيجة تردي الوضع الطبي والإنساني في المخيم، وهم مجهولو المصير منذ خروجهم من المخيم.
بينما أشار أحد سكان المخيم خلال حديث لعنب بلدي، إلى أن إدارة المخيم توفر التواصل مع “الهلال الأحمر السوري”، وعادة ما تخرج الحالات الطبية الحرجة عبره إلى المستشفيات الواقعة في مناطق نفوذ النظام السوري.
وفي حديث سابق لعنب بلدي، قال الصحفي عماد غالي الموجود في المخيم، إن المستوصفات الطبية داخل المخيم، والتي يديرها ممرضون، غير كافية، وإن بعض قاطني المخيم يضطرون للذهاب إلى مناطق سيطرة النظام لإجراء العمليات الجراحية، الأمر الذي يكلفهم عبئًا كبيرًا، جراء دفعهم مبالغ باهظة تصل إلى آلاف الدولارات.
وأوضح غالي أن المواد الغذائية والطبية تدخل من مناطق سيطرة النظام عبر مهربين إلى المخيم، وتباع بأسعار مرتفعة بعد احتكارها من قبل المهربين أنفسهم.
ويخضع مخيم “الركبان” الذي يعيش فيه نحو ثمانية آلاف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، لحصار مطبق من قبل قوات النظام السوري وروسيا، ويعود تاريخ سماح النظام لآخر قافلة مساعدات إنسانية بالدخول للمخيم إلى عام 2019.
وينتشر التحالف الدولي في قاعدة “التنف”، قرب المثلث الحدودي السوري- الأردني- العراقي، ويفرض نفوذه على مساحة من البادية السورية بما فيها منطقة “الـ55″، التي تشمل مخيم “الركبان”.
ما هو مخيم “الركبان”
أُنشئ المخيم في عام 2014، وينحدر معظم القاطنين فيه من أرياف الرقة ودير الزور وحمص وحماة، وتديره فصائل المعارضة المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، التي تتخذ من منطقة “التنف” المحاذية كبرى قواعدها العسكرية في سوريا.
ويخضع المخيم لحصار خانق بعد إغلاق المنفذ الواصل إلى الأردن بضغط روسي، وإغلاق طريق الضمير من قبل قوات النظام السوري، إضافة إلى إغلاق جميع المنافذ لإجبار النازحين على الخروج إلى مناطق سيطرة النظام.
كما يعيش قاطنوه على الحوالات الخارجية، مع انعدام فرص العمل والحياة داخل المخيم.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :