تدور أحداث فيلم “Inside Out” داخل عقل طفلة تدعى “برايلي”، وتتخيل فكرة القصة أن العقل البشري يمتلك عالمًا كاملًا تتحكم به خمسة مشاعر رئيسة، هي الفرح، والحزن، والاشمئزاز، والخوف، والغضب.
تعيش هذه المشاعر في عقل الطفلة “برايلي”، وتتحكم بوعيها وتصرفاتها وآرائها، وتُشكّل ذكرياتها وأحلامها في المستقبل، بالإضافة إلى ذلك، هناك ذكريات تكوّنت شخصية “برايلي” من خلالها، توضع في مكان خاص، وتكوّن تلك الذكريات جزرًا في هذا العالم، تعكس كل جزيرة جانبًا من جوانب شخصية الطفلة.
في بداية حياة الطفلة، يكون شعور الفرح هو المسيطر على شخصيتها، ضمن حالة سعيدة مستمرة في أغلب الأحيان، أما بقية المشاعر فتحكّمها بشخصية الطفلة يكون محدودًا، لكن مع مرور الوقت تبدأ المشكلات بين المشاعر الخمسة.
المثير للإعجاب ببنية هذا الفيلم هو أنه رغم تعقيد فرضيته الخيالية، فإنها عُرضت بطريقة مقرّبة للأطفال، مفهومة بطريقة سلسة، ترفع من مستوى الوعي لديهم فيما يتعلق باختلاط المشاعر الإنسانية ببعضها، وتعقيدها في وقت لاحق من عمر الإنسان مع زيادة عمره ومسؤولياته بطريقة فنية مبهرة.
دراسة ردود فعل جميع المشاعر وعلاقتها ببعضها، ورصد ارتباك المشاعر في تحديد رد فعل الطفلة بمواقف عدة، والاشتباك الذي يحصل بين شعور الفرح والحزن خلال أحداث الفيلم، تعكس مدى أهمية هذه الفكرة ومعالجتها سينمائيًا.
عندما بلغت “برايلي” 11 عامًا، تنتقل عائلتها إلى سان فرانسيسكو، وذلك بعد حصول والدها على عمل جديد.
لم تُعجَب “برايلي” بالمنزل الجديد، ووجدت صعوبة في التأقلم ببيئة جديدة، كما أن أغراض العائلة ما زالت في الشاحنة ولم تصل.
في هذه الفترة يُصاب شعور الفرح بالقلق، وذلك بعد أن صار شعور الحزن يلمس الذكريات السعيدة ويحوّلها إلى ذكريات حزينة، لذلك يسعى شعور الفرح إلى إبعاد شعور الحزن عن التحكم بسلوكيات الطفلة، إلا أن ذلك لا يدوم طويلًا.
عُرض الفيلم لأول مرة في الدورة الـ68 لمهرجان “كان” السنيمائي، لكن لم يدخل ضمن المنافسة، إلا أنه ربح 90 مليون دولار في أسبوع افتتاح الفيلم بصالات دور السينما.