الإبراهيمي يبادر والأســــد ينــاور

  • 2012/12/31
  • 1:32 ص

جريدة عنب بلدي – العدد 45 – الأحد – 30-12-2012


وصل الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي-العربي إلى دمشق برًا قادمًا من مطار بيروت يوم الأحد الماضي 23 أيلول، وغادرها على الطريقة ذاتها برًا إلى مطار بيروت، بينما كان مطار دمشق شبه مغلق بسبب الاشتباكات الدائرة بين عناصر الجيش الحر التي تسيطر على جزء كبير من البلدات المتاخمة للمطار وبين قوات الأسد بالقرب منه، في الوقت الذي صرح فيه أحد إعلاميي النظام وهو عضو مجلس الشعب السوري أن الإبراهيمي اتخذ طريق دمشق بيروت للقدوم إلى سوريا برًا بسبب الازدحام الذي يشهده طرق مطار دمشق الدولي!

وكان الإبراهيمي قد التقى ببشار الأسد يوم الاثنين حاملًا معه مبادرة تبعد كل البعد عن تنحيه على شكل رسالة موجهة بعد جولة من المناورات الروسية-الأميركية لتشكيل حكومة وحدة وطنية تقود مرحلة انتقالية حتى نهاية ولاية الأسد عام 2014. ويستند عرض الإبراهيمي إلى اتفاق جنيف الماضي الذي يقضي بنقل السلطة على الطريقة اليمنية. ويبدو أن توقيت قدوم الإبراهيمي إلى دمشق عقب تصريحات فاروق الشرع نائب بشار الأسد كان الجزء المكمل للمسرحية، ففاروق الشرع، البريء من كل ذنب اقترفته يدا بشار الأسد والمعترض على تصرفات الحكومة السورية هو الأنسب لقيادة المرحلة الانتقالية لتطبيق مبادرة الإبراهيمي مع بقاء الأسد!

أما معارضة الداخل، المتماهية مع النظام، وعلى لسان صفوان عكاش، عضو المجلس المركزي لهيئة التنسيق، فقد صرحت بأن الهيئة تنظر إلى مبادرة الإبراهيمي على أنها الفرصة الأخيرة وتتمسك بها وتسعى لإنجاحها ودعمها، وتدعو إلى وقف العنف في البلاد ليتم التوصل إلى عملية سياسية تشمل جميع الأطراف عدا «الإرهابية» التي تقاتل بسوريا، أما معارضة الخارج فقد رفضت بدورها بقاء الأسد في سدة الحكم كما رفضت أي حوار بوجود الأسد على كرسي الرئاسة.

ومع بقاء الأسد، تنص مبادرة الإبراهيمي على أن تتحكم الحكومة الانتقالية بكل شيء باستثناء الجيش والقوى الأمنية التي ستبقى بيد بشار الأسد وضباطه ومن يأتمرون بأمره، وبذلك لن يتغير على أرض الواقع أمر البتة، وسيناريو القتل والدمار سيستمر بحجة «فشل الحكومة الانتقالية بضبط الأمور» ناهيك عن تحكم الأسد بأية عملية حوار مع استمرار تحكمه بالمؤسستين العسكرية والأمنية ليفرض أية تسوية على هواه وكيفما يشتهي..

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا