أدانت محكمة ألمانية عضوًا سابقًا في تنظيم “الدولة الإسلامية” بالعراق، بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، وبقتله فتاة إيزيدية تبلغ من العمر خمس سنوات عام 2015، وحكمت عليه بالسجن المؤبد.
وقالت المحكمة الإقليمية العليا في فرانكفورت اليوم، الثلاثاء 30 من تشرين الثاني، إن العضو السابق “طه. ج” قيّد الفتاة بالسلاسل إلى قضبان نافذة في الشمس في يوم وصلت فيه درجة الحرارة إلى 50 درجة مئوية، عقابًا على تبليلها الفراش، بحسب ما نقله موقع “دويتشه فيليه” الألماني.
وقُبض على المُدان في اليونان في أيار 2019 بموجب مذكرة توقيف ألمانية، ونُقل إلى ألمانيا في تشرين الأول من العام ذاته.
يعود النظر في القضية أمام محكمة ألمانية إلى المبدأ القانوني للولاية القضائية العالمية، الذي يسمح للمدعين العامين والمحاكم الألمانية بمتابعة القضايا حتى لو لم يتم ارتكاب الجريمة المزعومة في ألمانيا، ولم يكن الجاني المزعوم ولا الضحية من المواطنين الألمان.
كما لم يكن الجاني حتى على التراب الألماني عندما تم اعتقاله، وكان المدعي العام الفيدرالي قد أوقفه في اليونان وسلّمه إلى ألمانيا.
وقال الخبير القانون الدولي ألكسندر شوارتز للوكالة، إن المحاكمة تظهر “رغبة ألمانيا في مقاضاة الجرائم ضد القانون الدولي فعليًا في جميع أنحاء العالم، وعدم التوقف عند الحدود الوطنية”.
اكتسبت المحاكمة أهمية كبيرة، لوصف التنظيم للإيزيديين بـ”الكفار” و”عبدة الشيطان”، وفي عام 2014، قام التنظيم بمطاردتهم بشكل منهجي.
وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، تم “استعباد” 7000 امرأة وطفل إيزيدي وبيعهم من قبل التنظيم، ولا يزال كثير منهم في عداد المفقودين.
وتعيش والدة الفتاة مع ابنها الوحيد الذي تبقى لها في مكان سري بألمانيا، في إطار برنامج حماية الشهود، وتدعمها محامية حقوق الإنسان أمل كلوني، وتمثلها المحامية الألمانية ناتالي فون فيستنجهاوزن.
وبحسب شوارتز، فإن الإبادة الجماعية هي “أخطر جريمة بموجب القانون الدولي، ولكن في الوقت نفسه، الإبادة الجماعية هي جريمة جنائية يصعب إثباتها”.
وأضاف شوارتز، “هذا لأنك تحتاج إلى إثبات أن الجاني كانت لديه النية، عليك أن تثبت أنه كان مهتمًا بشكل شخصي بتدمير المجتمع الديني للإيزيديين”.
وكانت والدة الفتاة مساعدة منزلية للمُدان، وقد تكون وفاة الفتاة بسبب حالة موجودة مسبقًا، فقد اعتاد الأطفال في العراق درجات الحرارة المرتفعة.
تدعم نظرية الحوادث حقيقة أن المُدان نقل الفتاة الإيزيدية مباشرة إلى مستشفى محلي، حتى إن الدفاع كان يشك فيما إذا كانت الطفلة قد ماتت بالفعل آنذاك.
وفي أيار الماضي، رفعت كلوني دعوى قضائية، نيابة عن خمس نساء إيزيديات، ضد “أكبر” مجندة في تنظيم “الدولة الإسلامية”، في محاولة لـ”تحقيق العدالة التي استعصت على الأقلية حتى الآن”.
تعرضت النساء للاغتصاب و”الاستعباد” من قبل مقاتلي تنظيم “الدولة” بعد أسرهن في شمالي العراق في عام 2014، بحسب ما نقلته صحيفة “التلجراف” البريطانية.
وكان مدير “مكتب إنقاذ المختطفات والمخطوفين الإيزيديين العراقيين”، حسين قايدي، أعلن، في تشرين الثاني 2020، أن نحو ثلاثة آلاف إيزيدي لا يزالون مختطفين منذ ستة أعوام من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي نفذ هجومًا في مناطقهم.
وقال قايدي، إن أحدث حصيلة لعدد الإيزيديين الناجين والناجيات من تنظيم “الدولة” بلغ حتى الآن ثلاثة آلاف و542 شخصًا (1204 نساء و339 رجلًا و1999 طفلًا).
–