150 أجنبيًا يطالبون بالإفراج عن معتقلين عرب في سجون “تحرير الشام”
طالبت مجموعة من قياديين ومقاتلين ينحدرون من شبه الجزيرة العربية “هيئة تحرير الشام”، العاملة في إدلب، بالإفراج عن بعض المعتقلين في سجونها، بحسب بيان تداوله ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي.
وطالب البيان، الاثنين 29 من تشرين الثاني، بالإفراج عن “أبو عبد الرحمن المكي”، و”خلاد الجوفي”، اللذين بدأت “تحرير الشام” بملاحقتهما عقب انتهاء الخلاف السابق بين “الهيئة” وتنظيم “حراس الدين”.
وكانت اشتباكات جرت بين “تحرير الشام” وغرفة عمليات “فاثبتوا”، التي كانت تضم أبرز الفصائل “الجهادية” وعلى رأسها “حراس الدين” في حزيران 2020، موقعة قتلى من الطرفين.
وانتهت بتوقيع اتفاق نصّ على منع نشر أي حواجز أو شنّ أي عمل عسكري ضد قوات النظام إلا بعد التنسيق مع غرفة عمليات “الفتح المبين” التابعة لـ”تحرير الشام”.
ولاقت قضية اعتقال القياديين مماطلة وإدخال الموضوع في متاهات من قبل “تحرير الشام”، بحسب البيان، رغم أن الشخصين لم يشاركا في الاقتتال الذي حدث الشهر الماضي، ورغم دخول العديد من الوساطات لحل القضية، وإغلاق الملف، لكن دون جدوى، بحسب البيان.
ورفض البيان سوء معاملة “المكي” و”الجوفي”، من خلال الحبس الانفرادي الطويل، وسوء التغذية، وسوء الرعاية الصحية، ومنع ذويهما وأقاربهما من الزيارة، وعدم عرضهما على القضاء، على حد تعبير الموقّعين عليه.
وبعد المماطلة رُفع طلب “شفاعة” للقائد العام لـ”هيئة تحرير الشام”، “أبو محمد الجولاني”، من قبل أكثر من 150 “مجاهدًا، وطالب علم، وداعية، وملتزم ثغر” سعوديًا، كما عرض بعضهم كفالة “المكي” و”الجوفي”.
لكن قوبلت الطلبات برفض القضاة في “الهيئة”، التي حوّرت الموضوع قضائيًا، رغم أنه خلاف فصائلي، وفق البيان.
كما عُرض مقترح تشكيل لجنة قضائية، تتألف من أحد قضاة “الهيئة”، وأحد قضاة “جيش الفتح”، وهو عبد الله المحيسني، وترشيح قاضٍ ثالث، لكن قوبل المقترح بالرفض وعدم الاستجابة، بحسب البيان.
اعتقالات سابقة
وكانت شهدت مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” في محافظة إدلب شمال غربي سوريا وجزء من ريف حلب الغربي العديد من الاعتقالات ضد قياديين وعناصر من تنظيمات “جهادية”، وسط العديد من المطالبات بالإفراج عنهم، إذ أفرجت عن بعضهم، ولا يزال آخرون قيد الاعتقال.
“أبو عمر الهندي”
وفي أيلول الماضي، تحدث الصحفي الأمريكي داريل فيلبس، الملقّب بـ”بلال عبد الكريم”، عن وجود الملقب بـ”أبو عمر الهندي” في سجون “تحرير الشام”، والذي سجن في 27 من نيسان الماضي، وعن عدم وجود تهمة رسمية موجهة إلى “الهندي”، وعدم تمكّن عائلته من زيارته ولا حتى التواصل معه، وعدم امتلاك “الهندي” فرصة الدفاع عن نفسه، لعدم وجود محامٍ.
وذكر الصحفي الأمريكي التاريخ الطويل لـ”أبو عمر الهندي” في القتال على الجبهات والرباط وغيرهما من الأمور العسكرية، وكان أُصيب “الهندي” إصابة بالغة منذ سنوات عدة في تفجير سيارة، إذ حاول عناصر من تنظيم “الدولة” قتله، واعتبره فيلبس مختفيًا قسرًا، مع رفض “الهيئة” الإفصاح عن أي معلومات تتعلق بقضيته.
“أبو صلاح الأوزبكي”
خلال حزيران 2020، اعتقلت “تحرير الشام” القيادي السابق في صفوفها سراج الدين مختاروف، المعروف باسم “أبو صلاح الأوزبكي”، الذي كان منضويًا ضمن صفوف تنظيم “جبهة أنصار الدين” (الجهادي)، وهو مطلوب لـ”الإنتربول” الدولي.
وينحدر مختاروف (30 عامًا) من قرغيزستان، وهو ملاحق من قبل “الإنتربول” الدولي، بتهمة هجمات إرهابية وتزوير وعبور الحدود بطرق غير شرعية، كما يعتبر العقل المدبر لهجوم مترو سان بطرسبرغ في روسيا، في 3 من نيسان 2017، الذي أسفر عن مقتل 16 شخصًا، وأصدرت محكمة في موسكو مذكرة اعتقال غيابية بحقه.
وكانت أفرجت “تحرير الشام” عن مختاروف بعد نحو تسعة أشهر من اعتقاله، في 18 من آذار الماضي، بعد قضاء مدة حكمه في السجن.
“أبو حسام البريطاني”
اعتُقل عامل الإغاثة توقير شريف الملقب بـ”أبو حسام البريطاني”، في 22 من حزيران 2020، من قبل الجهاز الأمني التابع لـ”تحرير الشام”، وأفرجت عنه في 15 من تموز 2020 بكفالة حضورية، كما عادت واعتقلته للمرة الثانية في 11 من آب 2020.
وكان “أبو حسام البريطاني” يعمل في مجال الإغاثة والجمعيات الخيرية، وهو صاحب جمعية “Live Updates From Syria”، وصاحب مدارس “أبناء الشام”، ونادي “قاح” الرياضي، بحسب مصادر مقربة منه.
وكان السبب في اعتقال شريف، بحسب مسؤول التواصل الإعلامي في “الهيئة”، بحجة “سوء إدارة” أموال الإغاثة، ونقل جزء منها لدعم بعض المشاريع التي تحرض على الانقسام و الانشقاق والتفرقة.
وكانت قد أطلقت “هيئة تحرير الشام”، في 25 من تشرين الثاني 2020، سراح “أبو حسام البريطاني”، بتعهد وعفو، بعد ثلاثة أشهر ونصف على اعتقاله، بحسب مسؤول التواصل الإعلامي في “الهيئة”، تقي الدين عمر.
عمر أومسن
وكانت “تحرير الشام” اعتقلت قائد “فرقة الغرباء” في سوريا، الفرنسي عمر أومسن (عمر ديابي)، بداية أيلول 2020، مع ثلاثة من أعضاء فرقته، وهم فرنسيون ملقبون بـ”أبو بصير” و”أبو صالح” و”أبو خالد”.
ويبلغ أومسن من العمر 41 عامًا، وتقول السلطات الفرنسية إنه “مسؤول عن تجنيد 80% من الجهاديين الذين يتحدثون اللغة الفرنسية ممن ذهبوا إلى سوريا أو العراق”.
كما اعتقلت “تحرير الشام”، في تموز 2020، بلال بن عمر أومسن مع فرنسيين اثنين خلال استقبالهم أحد الفرنسيين الجدد كان قادمًا إلى سوريا، نتيجة خلاف مع مسؤولي أمن الحدود في “تحرير الشام”، حسب بيان لها، وأُفرج عن الشخصين اللذين كانا مع بلال، وأُغلقت القضية دون الإفراج عن بلال.
الاعتقالات تستهدف لصوصًا ومبتزين
وفي حديث سابق لـ”أبو محمد الجولاني” في مقابلة نشرت شبكة “FRONTLINE” أجزاء منها مع الصحفي الأمريكي مارتن سميث، في 2 من نيسان الماضي، ضمن إجابة عن سؤال بشأن تقارير تفيد باعتقال صحفيين وناشطين وتعذيبهم في بعض الأحيان، قال إن كل الأشخاص الذين اعتقلتهم “تحرير الشام” هم “عملاء للنظام السوري، أو عملاء روس يأتون لوضع مفخخات، أو أعضاء في تنظيم (الدولة)”.
وكان وصف “الجولاني” الاعتقالات بأنها تستهدف لصوصًا ومبتزين، رافضًا الحديث عن أن “تحرير الشام” تلاحق منتقديها، وأكد عدم وجود تعذيب في سجون “تحرير الشام”، وقال، “أنا أرفض هذا تمامًا”، معتبرًا أن اعتقال معارضين من الفصائل الأخرى أو منتقدي فصيله “إشاعة”.
ووثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” ألفين و287 معتقلًا قيد الاحتجاز أو الاختفاء القسري لدى “هيئة تحرير الشام”، من بينهم 37 طفلًا، و44 امرأة، في تقريرها السنوي العاشر الصادر في 30 من آب الماضي، بمناسبة اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :