تحدثت صحيفة “ذا ناشيونال” مع مسؤولين دبلوماسيين شرق أوسطيين عن الجهود التي تقوم بها الدول العربية لإعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية.
وجاء في تقرير للصحيفة صدر اليوم، الاثنين 29 من تشرين الثاني، أن الدول الإقليمية التي تسعى لإعادة التواصل مع النظام، تسعى أيضًا إلى إيجاد آلية وإجماع لإعادة دمشق إلى جامعة الدول العربية.
وقال عدد من الدبلوماسيين للصحيفة، إن خطوة طرد النظام من الجامعة العربية كانت خطأ، لأنها أزالت أي صوت إقليمي في محاولتها التوسط مع دمشق لإنهاء إراقة الدماء، وتنازلت فعليًا عن المسؤولية الجماعية.
كما قال مسؤول في جامعة الدول العربية للصحيفة، “قد يستغرق ذلك وقتًا، وقد لا يتم مع حلول موعد قمة الجزائر في آذار عام 2022”.
وبحسب المسؤول، يتم التعامل بشكل رئيس مع مسألة إعادة قبول سوريا الآن خلف أبواب مغلقة.
وبينما تحافظ بعض الدول في المنظمة المكوّنة من 22 عضوًا على استراتيجية الانتظار والترقب، يريد بعضها الآخر رؤية اتفاق سياسي بين دمشق وجماعات المعارضة، قبل إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
وأضاف المسؤول أن “تسعة وزراء خارجية عرب، أبلغونا أنهم يشعرون أن غياب سوريا أضر بالمساعي العربية المشتركة، وأن سوريا يجب أن تعود عاجلًا وليس آجلًا”.
وأضاف أن “قرار تعليق عضوية سوريا عام 2011، كان متسرعًا وأسهم في تعقيد الوضع في سوريا”.
في الأشهر الأخيرة، كانت هناك مؤشرات واضحة على المستوى الثنائي عن تحسن العلاقات بين سوريا والعديد من أعضاء جامعة الدول العربية.
الإمارات
كان وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، التقى بالأسد في دمشق، وأعادت الإمارات فتح سفارتها بدمشق في كانون الأول عام 2018.
الأردن
قال مسؤول أردني في عمان للصحيفة، إن الأردن يتطلع إلى إعادة العلاقات الكاملة مع سوريا بعد اجتماعات الأمن وإدارة الحدود الأخيرة.
وأضاف أن “المسؤولين الأردنيين يشيرون إلى الفوائد الاقتصادية المحتملة، كدافع رئيس وراء الخطوات النشطة التي اتخذتها المملكة في الأشهر الثلاثة الماضية لتقبّل الأسد. عندما يتعلق الأمر بالعلاقات التجارية مع سوريا، فلا توجد قيود ممنوعة”.
من جهته، قال البنك الدولي، إن المملكة خففت القيود على المعابر الحدودية إلى سوريا، التي تقلص اقتصادها بنحو 60% منذ بدء الصراع، كما تسعى إلى تعاون سوري وثيق لوضع حد لتهريب المخدرات عبر الحدود، إذ كان الأردن بمثابة بلد عبور لـ”الكبتاجون”، نظرًا إلى طريقه البري وقربه من أسواق الوجهة في المنطقة.
وفي تشرين الأول الماضي، أجرى ملك الأردن، عبد الله الثاني، مكالمة هاتفية مع الأسد.
وحث نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين الأردني، أيمن الصفدي، جميع الدول العربية على العمل بانسجام، والمساعدة في إنهاء معاناة الشعب السوري.
كما زار وزير الدفاع السوري، علي أيوب، الأردن في أيلول الماضي، في أول اجتماع من نوعه منذ اندلاع الصراع السوري.
الجزائر
قال الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، “عندما ننظم قمة عربية يجب أن تكون قمة موحدة، ويجب أن تكون سوريا حاضرة”.
وقال وزير الخارجية الجزائري، رمطان العمامرة، إن سوريا ستكون في المقام الأول على جدول أعمال الاجتماع، وإن الجزائر تتفق مع دول عربية أخرى تدعم عودة سوريا.
تونس ومصر
كما التقى وزير الخارجية التونسي، عثمان الجرندي، بوزير الخارجية في حكومة النظام السوري، فيصل المقداد، في أيلول الماضي، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
والتقى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، بالمقداد في نيويورك لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات، ووافقت بلاده على تصدير الغاز الطبيعي، للمساعدة في تخفيف أزمة الوقود في لبنان عبر خط أنابيب يمر عبر سوريا.
وقال وزير الخارجية التونسي السابق، أحمد ونيس، للصحيفة، إنه كان “هناك مشروع غربي لتدمير سوريا، وللأسف فقد انضمت بعض الدول العربية وتدخلت وانتهكت وحدة أراضي دمشق”.
العراق
ويردد العراق نفس الموقف، ففي عام 2011، امتنع عن التصويت على تعليق عضوية سوريا في الجامعة، وكان المسؤولون العراقيون لسنوات يضغطون لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، لكن هذه الجهود لم تسفر عن أي تقدم.
وقال مستشار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للصحيفة، “إنهم يروننا حليفًا للأسد وكأننا نعمل لمصلحة نظامه، بخلاف ما يعود بالفائدة على المنطقة بأسرها، ولا سيما جيران سوريا”.
لبنان
عقب أداء اليمين الدستورية في أيلول الماضي، بعد عام واحد من انفجار مدمر في بيروت، لم تعلن الحكومة اللبنانية رسميًا عن موقفها بشأن إعادة دمج سوريا في جامعة الدول العربية.
وقال مصدر مقرب من الرئيس، ميشال عون، “لبنان ينتظر الجامعة العربية لوضع عودة سوريا على جدول أعمالها لاتخاذ موقف رسمي”.
لكن جهود إعادة التواصل مع الأسد لا تزال تواجه رياحًا معاكسة قوية على المستويين الإقليمي والدولي.
قطر
كرر وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الشهر الحالي، آماله في ثني الدول عن اتخاذ المزيد من الخطوات مع نظام الأسد.
وكان يتحدث في مؤتمر صحفي مشترك بواشنطن مع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الذي لم يبدِ أي دعم لإعادة تأهيل رئيس النظام السوري.
السعودية
في غضون ذلك، أصرت المملكة العربية السعودية حتى الآن على أن إحراز تقدم في العملية السياسية لإنهاء الصراع، ضروري لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، أو إعادة دمشق إلى جامعة الدول العربية.
يفرض الاتحاد الأوروبي عقوباته الخاصة على نظام الأسد منذ عام 2011.
وتشمل هذه العقوبات حظرًا على واردات النفط، وقيودًا على الاستثمار، وتجميدًا لأصول البنك المركزي المحتفظ بها في الاتحاد الأوروبي، وعقوبات ضد ما يقرب من 300 سوري، بمن في ذلك مسؤولون حاليون ورجال أعمال.
جاءت المبادرات العربية السورية قبل انعقاد القمة العربية التي ستستضيفها الجزائر، الداعم القوي لرفع تعليق عضوية سوريا في الجامعة.
علّق وزراء الخارجية العرب عضوية النظام السوري في جامعة الدول العربية، بعد اجتماع طارئ عُقد في العاصمة المصرية القاهرة، في تشرين الثاني 2011.
وظل المقعد السوري شاغرًا في الجامعة العربية منذ تجميد العضوية حتى آذار 2013، حين مُنح المقعد خلال القمة العربية المنعقدة في الدوحة للمعارضة، حيث ألقى الرئيس السابق لـ”الائتلاف السوري المعارض”، أحمد معاذ الخطيب، كلمة باسمها، لمرة واحدة في ذلك الوقت والمكان.
–