عروة قنواتي
أُسدل الستار قبل أيام على منافسات الجولة الخامسة من دور المجموعات في الشامبيونزليج، وما أسفرت عنه نتائج تلك الجولة يدل على أن السادسة والأخيرة ستحمل مفاجآت ومعارك من العيار الثقيل، قد تغيب بعدها أندية مهمة عن بقية إقصائيات دوري الأبطال، وترحل باتجاه الدوري الأوروبي، مع فتح كل الاحتمالات التي تحمل عنوان “لا مستحيل في كرة القدم”.
أندية إسبانيا الكبرى هذه المرة في ممر ضيّق وخطر، يروي حكاية المخاض العسير والفرصة الأخيرة لمن ينوي حجز تذكرة السفر قبل انطلاق قطار الإقصائيات.
البداية من برشلونة وأزماته هذا الموسم. برشلونة تشافي، برشلونة بمن حضر يدخل الجولة الأخيرة للقاء بايرن ميونيخ في معقل البافاري ولديه سبع نقاط في المركز الثاني خلف البايرن المتصدر والمتأهل منذ الجولة الرابعة إلى الدور الثمن النهائي. برشلونة يحتاج إلى الفوز لكي يضمن التأهل بصرف النظر عن نتيجة مباراة بنفيكا ودينامو كييف في معقل النادي البرتغالي، وإذا لم يحقق الفوز فعليه أن يتمنى هزيمة بنفيكا أو تعادله مع دينامو كييف حتى يرحل بالبطاقة الثانية خلف البايرن، وكل ما هو دون هذه الاحتمالات يحمل عنوانًا عريضًا وواضحًا، “برشلونة إلى الدوري الأوروبي”.
أتلتيكو مدريد في مجموعته دخل في نفق احتمالات الهبوط إلى اليوروبا ليغ، بعد هزيمته أمام ميلان بهدف نظيف في الجولة الخامسة، وقد أحيت هذه النتيجة آمال الفريق الإيطالي، وخصوصًا أن اللقاء الأخير سيكون مع ليفربول المتأهل، في حين يقابل أتلتيكو مدريد نادي بورتو في أرض البرتغالي العنيد. ولم تعد الحكاية تتطلب فقط فوز الميلان على ليفربول لحرمان أتلتيكو مدريد، بل إن بورتو يحمل آمال التأهل في المرتبة الثانية بالمجموعة أيضًا، وكونه يستضيف الفريق الإسباني فهي فرصة للانقضاض عليه من دون النظر إلى نتيجة الميلان والليفر.
سيميوني ومن معه مطلوب منهم الفوز على بورتو وانتظار هزيمة أو تعادل الميلان مع ليفربول، كي يحجزوا البطاقة باسمهم إلى ثمن النهائي.
إشبيلية أيضًا، ورغم انتفاضته وفوزه على فولفسبورغ الألماني بهدفين دون رد، سيقابل ريد بول سالزبورغ النمساوي في القواعد النمساوية، وفرص الأندية الأربعة في المجموعة مفتوحة الاحتمالات بكل شيء: ليل الفرنسي أولًا بثماني نقاط، وخلفه سالزبورغ النمساوي ثانيًا بسبع نقاط، إشبيلية الإسباني ثالثًا بست نقاط، فولفسبورغ الألماني أخيرًا بخمس نقاط، أي أن هزيمة أو تعادل إشبيلية واردان في الجولة الأخيرة، والموقف صعب ومعقد ويتطلب حذرًا كبيرًا من السيد لوبيتيغي، ومن دون نتيجة الفوز لن يرى الفريق الأندلسي بطاقة التأهل إلى ثمن النهائي.
لن نتحدث باستفاضة عن ريال مدريد، كونه حمل لواء إسبانيا مبكرًا وطار باتجاه ثمن النهائي وبقية الإقصائيات التي لربما يبقى فيها وحيدًا يحمل راية الكرة الإسبانية، مع توقعات رحيل بقية الأندية الإسبانية إلى خارج البطولة أو البطولة الثانية يوروبا ليغ.
لكن أمام الريال فرصة ليكون أول مجموعته وانتظار خصم متوسط القوة والقدرة، بدل أن يكون صاحب المرتبة الثانية في حال هزيمته بالجولة الأخيرة أمام إنتر ميلان الإيطالي وانتظار قرعة تلقي له بمارد من المربع الإنجليزي الشرس: ليفربول أو المان سيتي أو المان يونايتد أو تشيلسي أو حتى بايرن ميونيخ الألماني، فتصبح الأمور صعبة نوعًا ما.
ما يمكن قوله الآن، إن الاحتمالات المفتوحة تحمل فرصًا قليلة ومشكلات بالجملة للأندية الإسبانية التي قد يغيب أبرز ممثليها عن الإقصائيات ويبقى الريال وحيدًا بين الأندية الأقوى، ولكننا بحاجة إلى الجولة السادسة والأخيرة حتى تكتمل الصورة.