يركّز الكاتب والمدرب في التنمية الذاتية، الكندي روبين شارما، في كتابه “نادي الخامسة صباحًا”، على العزلة التي يحظى بها الإنسان عند الاستيقاظ في الساعة الخامسة صباحًا، وتأثيرها المضاعف على مستوى أداء الفرد بمختلف الوظائف والمهام اليومية.
لكل إنسان قدرة محدودة على التركيز ضمن المجهود العقلي الذي بإمكانه بذله خلال اليوم، وعلى مدار الوقت، يتم توجيه عقل الفرد إلى كثير من مؤشرات الانتباه في بيئة العمل، مثل التواصل مع الزملاء، والتركيز في المهام اليومية، ويُستهلك الذهن من خلال تلك الأشياء، لذلك إذا استيقظ الشخص في وقت مبكر، ستصبح لديه فرصة ذهبية للتركيز على نشاط معيّن ذي قيمة عالمية، دون أي تشتيت.
بحسب الكتاب (351 صفحة)، عندما يستمتع الفرد ببداية يومه بطريقة هادئة في وقت مبكر من اليوم، تتوقف مؤقتًا قشرة الدماغ الأمامية المسؤولة عن التفكير المنطقي، لذا فإن ميل الشخص إلى التوتر والتحليل يكون ضعيفًا، في الوقت نفسه يحفز الاستيقاظ مبكرًا الناقلات العصبية، ويدخل الفرد من خلال هذا التحفيز بهدوء طبيعي إلى التدفق الذهني والحيوية الفكرية الكاملة والتركيز.
العزلة في الأوقات المبكرة من الصباح، والحالة الذهنية الصافية خلال هذه الساعات، تساعد الفرد على تحسين الإنتاجية.
ولأن الانضباط والاستمرارية في العادات السلوكية غالبًا ما يتفوقان على المهارة والموهبة، وفق الكتاب، فإن على الفرد تسخير كل ما يملك من طاقة من أجل تحقيق عادة الاستيقاظ مبكرًا، وبهذا الخصوص، فإن التحرر من الرغبات والملهيات أمر أساسي في تحقيق هذا الهدف، وضمن الحياة اليومية يعني ذلك التجرد مما يصرف الانتباه عن الأوليات.