“الخبز متشقق، ذو رائحة تجعلك تمتنع عن الطعام”، يصف “أبو إبراهيم جودة” الخبز الذي يجري توزيعه على المدنيين في مدينة درعا البلد، منذ مطلع تشرين الثاني الحالي.
يقول الرجل، وهو مزارع يعمل بالزيتون، إن جودة الخبز تراجعت كثيرًا منذ عدة أشهر، نتيجة لتعطل الفرن الآلي الذي يغذي المدينة. ورغم أن الخبز السياحي أسعاره مرتفعة، إلا أن بعض العائلات أصبحت تتجه لشرائه، بسبب رداءة الخبز العادي.
يتابع “أبو إبراهيم” حديثه لعنب بلدي وهو يفرد أرغفة الخبز المتكسرة، “يلجأ سكان درعا البلد في الكثير من الأحيان إلى شراء الخبز السياحي، ولكنه خيار مكلف في حالة الاستهلاك اليومي”، إذ وصل سعر الـ500 غرام إلى 1500 ليرة سورية، في حين تتكون أسرة الرجل من ستة أفراد، بالتالي يحتاج إلى قرابة كيلو ونصف من الخبز في اليوم الواحد.
الفرن الآلي هو الوحيد في المدينة، بحسب أحد أعضاء “اللجنة الإغاثية” في درعا، الذي قال لعنب بلدي، إن العمل به أوقف لحاجته لـ”صيانة فورية”، وريثما يعود للخدمة مجددًا، تقوم “اللجنة” بالخبز في الفرن “الاحتياطي”، الواقع في حي “مخيم درعا”.
ويبدأ عمل الفرن “الاحتياطي” الساعة 12 ليلًا، وهو الوقت المخصص لإنتاج الخبز قبل التوزيع في منطقة درعا البلد، بحسب عضو اللجنة، وينتظر الخبز طوال فترة الليل قبل أن يبدأ توزيعه في الصباح، وهو ما يؤثر على جودته.
ويوزع الفرن “الاحتياطي” الخبز على عدة مناطق، وفقًا لنظام الدور في كل منطقة، منها مخيم درعا، حي المحطة، حي شمال الخط، حي الكاشف، حي المطار، ومنطقة طريق طفس.
وحول صيانة المخبز الآلي في درعا البلد، قال عضو “اللجنة الإغاثية”، إنه كان من المفترض استلامه منذ شهر تموز الماضي من قبل منظمة فرنسية، ولكن المواجهات العسكرية التي شهدتها درعا البلد خلال الشهور الماضية حالت دون ذلك، ومن ثم وعدت منظمة الغذاء العالمي “WFP” بصيانته، لكنها لم تبادر بأي خطوة لإصلاحه حتى اليوم.
وسبق أن فرضت قوات النظام حصارًا على مدينة درعا البلد منذ مطلع حزيران الماضي، وقطعت خلاله المياه والكهرباء والطحين والمواد الغذائية، وسط محاولات اقتحام المدينة المحاصرة التي استمرت لأكثر من شهر.
تبعها في أيلول الماضي، اتفاق “التسوية” بين اللجنتين “الأمنية” و”المركزية”، الذي أنهى حصار المدينة والأعمال العسكرية فيها، وأعاد جزءًا من الخدمات إلى الأحياء التي شهدت المواجهات العسكرية، وسمحت بإدخال المواد الأولية.
ولا تعطي حكومة النظام قطاع الخدمات في درعا البلد أي اهتمام، وباعتقاد “أبو إبراهيم” فإن ذلك يتعلق بموقف سكانها السياسية، كونها المنطقة التي انطلقت منها الاحتجاجات الشعبية في سوريا.
يفكر المزارع الخمسيني (أبو أبراهيم) بشراء “صاج حديدي”، أو بناء “تنور” في منزله، مستغلًا خبرة زوجته في إعداد الخبز يدويًا.
في حين تحاول “أم إبراهيم”، في الكثير من الأحيان، اختيار وجبات من الطعام يمكن تناولها من دون خبز، مثل الأرز أو المعكرونة.
ويبلغ عدد سكان مدينة درعا البلد حوالي 51 ألف نسمة، بحسب قوائم “اللجنة الإغاثية”، كما وتعتبر المدينة أول المدن السورية التي اندلعت فيها مظاهرات مناهضة للنظام السوري في آذار 2011.