النظام السوري يعتقل عائلات عادت من تركيا إلى الأحياء الشرقية بحلب
اعتقلت قوات النظام عائلات سورية عاد أفرادها من تركيا إلى منازلهم في حلب، بعد ضمانات قدمها مخاتير الأحياء الشرقية في المدينة أن بإمكانهم العودة دون التعرض لأي مساءلات من قبل أجهزة النظام.
وبحسب ما رصده مراسل عنب بلدي من خلال حديثه مع مدنيين في أحياء حلب الشرقية، فإن قوات النظام اعتقلت خلال الشهرين الماضيين، نحو 23 عائلة بعد عودة أفرادها من تركيا أو من مناطق سيطرة المعارضة، وآخرين قادمين من مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
محمد (39 عامًا) وهو من سكان حي الصاخور بحلب، قال لعنب بلدي، إنه وبعد يومين من اعتقال عائلتين في حي الصاخور بحلب، اعتقلت قوات النظام عائلة أحد أقاربه بعد عودتها من تركيا إلى منزلها الواقع في حي طريق الباب شرقي حلب، بتهمة “أنهم كانوا موجودين في تركيا”.
وقال مراسل عنب بلدي في حلب، إن الاعتقالات التي شنتها قوات النظام، تركزت بين 21 و22 من تشرين الثاني الحالي، وأضاف محمد لعنب بلدي، أن عائلة قريبه (ابن عمه) طلبت منه إعادة تأهيل منزلها، تحضيرًا لعودة العائلة إليه.
وأضاف محمد أنه حصل على إذن من مختار الحي الذي وعد بعدم اعتقالهم، وأن عودتهم إلى منزلهم ستكون آمنة، ولكن فرع “أمن الدولة” التابع للنظام السوري اعتقل أقارب محمد البالغ عددهم خمسة أشخاص، بينهم امرأتان.
وبعد سؤال محمد عن سبب الاعتقال، أخبره أحد عناصر فرع “أمن الدولة” أنهم يخضعون للتحقيق، كونهم بقوا لمدة في تركيا، وسيطلَق سراحهم حال الانتهاء من التحقيق، دون معرفة المدة التي سيستغرقها التحقيق، بحسب محمد.
وأكد مراسل عنب بلدي في حلب، نقلًا عن مدنيين من أحياء حلب الشرقية، أن قوات النظام اعتقلت عائلة من حي طريق الباب، بعد أسبوع من عودتها إلى منزلها في الحي.
وقال مصطفى (46 عامًا)، تحفظت عنب بلدي على اسمه الكامل لأسباب أمنية، وهو من أقارب العائلة التي اعتُقلت، إن عناصر يتبعون لـ”المخابرات الجوية” طلبوا من العائلة البالغ عدد أفرادها خمسة أشخاص، بينهم ثلاث نساء، مرافقتهم للإجابة عن بعض الأسئلة في مقر فرع “المخابرات الجوية”، إلا أنهم ما زالوا مفقودين منذ السبت الماضي.
وأضاف لعنب بلدي، أن حركة الاعتقالات للعائدين مستمرة، حيث يجري التدقيق على العائلات العائدة إلى الأحياء الشرقية لحلب، من تركيا أو من مناطق سيطرة المعارضة.
النظام يعتقل لاجئين طالب بعودتهم
في 17 من تشرين الثاني الحالي، استقبل رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وفدًا روسيًا برئاسة ألكسندر لافرنتييف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في دمشق، للمشاركة في أعمال الاجتماع الدوري المشترك للهيئتين التنسيقيتين السورية والروسية حول عودة اللاجئين والمهجرين المنعقد في دمشق.
وتعمل روسيا في الفترة الأخيرة على تنشيط النقاش حول موضوع اللاجئين، في الوقت الذي ينقسم فيه الاتحاد الأوروبي حول هذا الملف، كما تحاول جس نبض المجتمع الدولي بشأن القضايا التي ترغب موسكو بتحقيقها.
بينما لا تزال المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في سوريا تعيش حالة أمنية معقدة، حيث تواجه خطر العمليات العسكرية والاعتقالات التعسفية، مع غياب الاستقرار الأمني كأحد المرتكزات المهمة والممكِنة لكل من التعافي المبكر والعودة الآمنة للاجئين والنازحين.
ووثّقت منظمة العفو الدولية، في أيلول الماضي، انتهاكات بحق عدد من اللاجئين السوريين الذين عادوا إلى مناطقهم الأصلية، حيث تعرضوا للاعتقال والاختفاء والتعذيب والاغتصاب على أيدي قوات النظام السوري، ما يثبت أنه لا يزال من غير الآمن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
تأتي التقارير الحقوقية الخاصة بقضايا اللجوء لتحفيز صنّاع القرار في الدول التي تستضيف لاجئين سوريين، من أجل عدم التساهل في سياسات العودة التي تركّز عليها البروباغندا السياسية الروسية، إذ يزداد نشاط جهات روسية لدعم سردية النظام بدمشق في “توفر الظروف الآمنة داخل سوريا لعودة اللاجئين إليها”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :