حلب.. “تسعيرة غير عادلة” لأسطوانة الغاز تثير مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية”

  • 2021/11/30
  • 6:49 م

مواطنون يقفون في طابور للحصول على أسطوانة غاز بحي صلاح الدين في حلب (MEO)

شهدت مناطق في مدينة حلب خاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية” تذمرًا واعتراضات من قبل الأهالي بعد رفع سعر تبديل أسطوانة الغاز، إذ وصل ثمن الأسطوانة الواحدة (جرة) إلى 32 ألفًا و500 ليرة سورية (حوالي تسعة دولارات)، بعدما كانت تبدّل بـ4500 ليرة (حوالي دولار واحد).

وأفاد مراسل عنب بلدي في مدينة حلب أن السكان في مناطق سيطرة “الإدارة” بحي الشيخ مقصود والأشرفية طالبوا، خلال الأسبوع الأخير من تشرين الثاني الحالي، القائمين على تسيير إدارة تلك الأحياء بضرورة إعادة النظر برفع تسعيرة التبديل.

وليست هذه أول مرة تعدّل فيها “الإدارة” سعر تبديل الأسطوانة، لكن نسبة رفع الأسعار هذه هي الأعلى، وتأتي وسط أزمة معيشية متدهورة، فاقمها إغلاق بعض المعابر الحدودية.

وارتفع سعر تدبيل الأسطوانة بحوالي خمسة أضعاف عن سعر التبديل القديم.

كما أن التعديل شمل المهلة الزمنية لتبديل أسطوانة الغاز من المراكز المخصصة، إذ صارت تطول حتى تصل إلى حوالي سبعة أشهر.

شكوى دون نتائج

قال محمد (37 عامًا)، وهو من سكان حي الأشرفية لعنب بلدي، “ذهبنا إلى المسؤولين في حي الأشرفية لتقديم اعتراض وعدم تقبل لهذا السعر، لكن لم يأخذوا طلبنا على محمل الجد، وقالوا لنا إنهم سيعيدون النظر بسعر تبديل جرة الغاز”.

وأضاف، “سعر الجرة القديم كان مقبولًا بالنسبة إلى المدة الزمنية الطويلة للتسلّم، لكن رفع سعر التبديل مع إطالة المدة الزمنية هو أمر غير مقبول وغير مبرر”.

وتوجه عدد من المدنيين إلى البلدية المسؤولة عن الشؤون الخدمية في المناطق الخاضعة لسيطرة “الإدارة” في حلب، للاستفسار عن سبب التسعيرة الجديدة، وبعد أخذ ملاحظاتهم، وعدت البلدية بأن يتم النظر فيها، لكن دون الوصول إلى أي حلول.

اقرأ أيضًا: حلب.. “الغاز السفري” حل لتأخر وصول رسائل تبديل الأسطوانات

تابع محمد، الذي تحفظت عنب بلدي عن ذكر اسمه الكامل لأسباب أمنية، “كان هناك شبه تهرّب من استفساراتنا، وقمنا بمقارنة تسعيرة التبديل، ما بين المناطق التي نعيش فيها ومناطق النظام والمناطق الأخرى لـ(الإدارة الذاتية)، فوجد المسؤولون أن التسعيرة غير عادلة”.

بينما عبّر هيثم (47 عامًا)، من حي الشيخ مقصود، عن شكواه من قرار “الإدارة”، بأن القرار “جاء من دون دراسة أو مراعاة لظروف الناس الذين بالكاد يستطيعون تأمين متطلبات المعيشة الصعبة”.

وأضاف هيثم، لعنب بلدي، أن “الوضع المعيشي سيئ جدًا في المنطقة، بسبب قلة فرص العمل والغلاء وارتفاع الأسعار المستمر دون مراعاة المسؤولين في المنطقة لوضع السكان”، وعدم فرض رقابة مشددة على الأسعار بشكل عام وأسعار المحروقات بشكل خاص.

اقرأ أيضًا: أهالي حلب ينتظرون شتاء أسوأ

إعادة صياغة القرار

وقال عضو “لجنة المحروقات” في البلدية المسؤولة عن تسيير الشؤون الخدمية في مناطق “الإدارة الذاتية” بحلب نور الدين برو لعنب بلدي، إن “استياء الأهالي جاء نتيجة صدور القرار بشكل مفاجئ، وحمل تعديلات مضاعفة على الأسعار”.

وأوضح عضو “لجنة المحروقات” أن “القرار سيُدرس من جديد لإعادة صياغة تسعير تبديل تناسب الأوضاع المعيشية الحالية، وتناسب احتياجات الأهالي في مناطقنا”.

وفي بعض الأوقات، تكون “(الإدارة الذاتية) مجبرة على رفع الأسعار، كون الأسعار السابقة لم تعد تغطي تكلفة الإنتاج”.

وتسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وهي الجناح العسكري لـ”الإدارة الذاتية”، على أبرز حقول النفط وأكبرها في شمال شرقي سوريا، بالإضافة إلى حقول غاز أساسية.

وخلال سنوات النزاع المسلح، أنشأت “الإدارة الذاتية” مصافي بدائية و”حرّاقات” صغيرة محلية الصنع لتكرير النفط في بعض الآبار.

وتقدّر تسعيرة تبديل أسطوانة الغاز في قرى الريف الشمالي من محافظة حلب الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية” بحوالي 6700 ليرة (حوالي دولار واحد)، وضمن مناطق سيطرة النظام السوري بحوالي 9700 ليرة (أقل من ثلاثة دولارات)، ولكن في حيي الشيخ مقصود والأشرفية فإن التسعيرة تتجاوز تلك الأرقام بأضعاف.

وتبلغ تسعيرة تبديل أسطوانة الغاز لدى بعض محال الأحياء الخاضعة لسيطرة “الإدارة” في حلب حوالي 80 ألف ليرة (حوالي 23 دولارًا)، ويضطر بعض المدنيين إلى تبديلها في حالات استثنائية.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية