تتواصل أزمة المهاجرين العالقين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، خلال الشهرين الماضيين، مع تعنّت سلطات البلدين ورفض إدخالهم إلى إحدى الدولتين.
ويواجه مئات الأشخاص، بمن فيهم عائلات لديها أطفال، مصيرًا مجهولًا في مركز النقل والخدمات اللوجستية بالقرب من نقطة تفتيش “بروزجي”، بعد نقلهم من مخيم الغابة، وسط غياب الحلول.
اتهامات ومطالبات بالدعم
واتهم الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، سلطات الاتحاد الأوروبي برفض أي حوار مع بيلاروسيا، حول مصير ألفي مهاجر عالقين على الحدود البيلاروسيةـ البولندية. وفق ما نشرته قناة “فرانس24” الفرنسية اليوم، الاثنين 22 من تشرين الثاني.
وأعلن رئيس اللجنة التنفيذية الإقليمية، فلاديمير كارانيك (رئيس منطقة غرودنو البيلاروسية، الحدودية مع بولندا)، أن المنطقة لم تتلقَّ حتى الآن يورو واحدًا من التمويل الدولي الموعود به لتنظيم المساعدات الإنسانية للاجئين.
وأضاف أن العبء الرئيس لتنظيم المساعدات الإنسانية للاجئين يقع الآن على عاتق ممثلي المجتمع المدني والشركات والمتطوعين، وأن بيلاروسيا قدمت الإسعافات الأولية للاجئين، وأنقذت الناس عن طريق نقلهم من الشارع إلى ظروف آمنة، حيث كانت درجة الحرارة أقل من درجة التجمد.
وأعلن كارانيك أن الاتحاد الأوروبي خصص 700 ألف يورو لمساعدة اللاجئين، لكن “بيلاروسيا لم تشهد حتى الآن دولارًا واحدًا أو يورو واحدًا للمساعدة الدولية”، وأعرب عن أمله في أن يتم تعويض جزء من التكاليف لاحقًا من الأموال التي سيخصصها المجتمع الدولي لمساعدة اللاجئين.
“حرب معلومات”
في حين صرحت المندوبة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأن ما يحصل على الحدود البولندية- البيلاروسية هو مثال على “حرب المعلومات”.
وتابعت أن الاتحاد الأوروبي “يزعم” أن ثلاثة آلاف عراقي أصبحوا يشكّلون تهديدًا عالميًا له، بينما تستمر إيطاليا بتمرير المزيد من الأشخاص من مختلف دول العالم، إذ سمحت إيطاليا بمرور 60 ألف مهاجر، بحسب زاخاروفا.
وقالت، “ما نراه الآن على الحدود البولندية- البيلاروسية هو نموذج، ومثال توضيحي لحرب المعلومات”، وذكرت المندوبة الروسية أنه لا يتم إبلاغ إحصائيات تدفقات الهجرة من قبل الاتحاد الأوروبي بشكل كامل إلى الجمهور.
وكانت سلطات بولندا توقعت أن يطول عمر الأزمة الحدودية مع بيلاروسيا، متهمة نظيرتها البيلاروسية باستخدام استراتيجية جديدة للدفع بالمهاجرين عبر الحدود البولندية إلى أوروبا.
وصارت بيلاروسيا توجه مجموعات أصغر من المهاجرين باتجاه عدة نقاط على طول حدود الاتحاد الأوروبي الشرقية، وفق ما قال وزير الدفاع البولندي، ماريوس بلاشتشاك، في 20 من تشرين الثاني الحالي، مع استمرار نفي بيلاروسيا افتعال الأزمة عبر استقدام مهاجرين ونقلهم إلى الحدود ووعدهم بتسهيل عبورهم إلى الاتحاد الأوروبي.
تستمر قضية المهاجرين العالقين بين بيلاروسيا وبولندا، مع وجود نحو سبعة آلاف مهاجر على الأراضي البيلاروسية، بينهم نحو ألفي شخص ينتظرون في المخيمات على الحدود مع بولندا، وفق ما صرحت به المتحدثة باسم الرئاسة، ناتاليا إيسمونت، في 18 من تشرين الثاني الحالي.
ويتهم الاتحاد الأوروبي بيلاروسيا بتأجيج الأزمة عبر إعطاء تأشيرات لمهاجرين عالقين عند حدود ليتوانيا ولاتفيا وبولندا، ودفعهم لمحاولة دخول الاتحاد الأوروبي، ردًا على العقوبات التي فرضها الاتحاد على مينسك بعد حملة قمع استهدفت المعارضة عام 2020.
–