يلعب النظام السوري دور الوسيط التجاري في نقل البضائع بين تركيا ودول غير معترف بها من قبل الحكومة التركية مثل أبخازيا وشبه جزيرة القرم.
ورصد موقع تتبع حركة السفن “Yörük Işık” السفينة السورية المعاقبة أمريكيًا “Laodicea”، وهي تعبر مضيق البوسفور قادمة من أبخازيا.
وغادرت السفينة مرفأ أوشامشيرا في البحر الأسود بأبخازيا في طريقها إلى الياغا، وهو مرفأ تركي قرب مدينة إزمير.
وقال الموقع اليوم، الأحد 21 من تشرين الثاني، عبر حسابه في “تويتر”، إن السفينة السورية “Laodicea”،المحملة بالفحم أو الخشب غالبًا، عبرت مضيق البوسفور باتجاه بحر إيجة وهي في طريقها من أبخازيا، وأوقفت جهاز تعقب حركتها.
Syria General Authority For Maritime Transport SYRIAMAR Syrian flag vessel Laodicea transited Bosphorus towards Aegean en route from Ochamchira #Abkhazia to Aliağa likely carrying coal or timber. AIS was off in BlackSea @egetulca pic.twitter.com/D91taRzE0k
— Yörük Işık (@YorukIsik) November 20, 2021
وفي تشرين الأول الماضي، نشر معهد “الشرق الأوسط” في واشنطن، تقريرًا ترجمته عنب بلدي تحدث فيه عن تحكم شركة “SYRIAMAR” للنقل البحري (التابعة للمؤسسة العامة السورية للنقل البحري)، التي تمتلك كلًا من سفن “Laodicea” ،”Finikia” ،”Souria”.
وهذه سفن معاقبة أمريكيًا باعتبارها جزءًا من شبكة تأمين الدخل لجيش النظام السوري وعائلة رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
وكانت نفس السفينة التي عبرت اليوم مضيق البوسفور (Laodicea)، دخلت البحر الأسود في 20 من آب الماضي، واختفت تمامًا، لتغادر البحر الأسود دون أي بوادر على نشاطها.
وتعمل السفن بشكل حصري خارج الموانئ التركية، لتحمل مواد البناء من تركيا إلى شبه جزيرة القرم وأبخازيا، وعادة ما تحمل القمح أو الخردة المعدنية، بحسب التقرير الذي أعده “مرصد البوسفور”.
ويبدو أن تجارة الخردة المعدنية تستخدم الموانئ في خليج “ازميت” في تركيا، وتتم التجارة بأكملها بشكل علني مع الشركات القائمة، باستخدام أرصفة مملوكة للقطاع الخاص في بعض الأحيان.
وكانت غرفة الشحن التركية أصدرت توجيهًا واضحًا بعدم خروج أي سفينة من الموانئ التركية إلى الموانئ في المناطق المحتلة من روسيا أو العودة منها إلى تركيا، إلا أن هناك رغبة جماعية في تجاهل التوجيه، ويبدو أن الحكومة التركية غير راغبة في تنفيذه رغم وعودها للقادة الأوكرانيين والجورجيين، بحسب التقرير.
سياسة تركية متناقضة
يقصف جيش النظام السوري المدعوم من القوات الروسية مواقع تتبع لفصائل “الجيش الوطني” المعارض للنظام السوري والمدعوم من تركيا، وفي ذات الوقت تكسب حكومة النظام السوري المال من تركيا بشكل غير مباشر من خلال لعب دور الوسيط لها في تجارتها، بحسب تقرير معهد “الشرق الأوسط”.
ويرجح التقرير احتمالية أن تكون السفن التابعة لشركة “SYRIAMAR”، متورطة في أنشطة جانبية غير قانونية، مثل المخدرات أو الاتجار بالبشر، نظرًا لأنها تخفي مواقعها لأيام وأسابيع في كل مرة.
ولا تعتبر السفن السورية هي الأولى أو الوحيدة التي تنطلق من الموانئ التركية إلى المناطق المحتلة من قبل روسيا، ولا تحظى باعتراف دولي.
وقامت مجموعة من السفن التي تحمل العلمين الروسي والتركي باستخدام هذه الطرق، ويمكن رؤية بعضها عند عبور البوسفور، ومع ذلك، فإن أنشطة سفن “SYRIAMAR”، ربما تكون أكبر الأمثلة على التناقضات في السياسة الخارجية التركية في السنوات الأخيرة.
واعتبر تقرير معهد “الشرق الأوسط”، أن سماح تركيا لهذه التجارة غير الشرعية مع الأراضي التي تحتلها روسيا في أبخازيا وشبه جزيرة القرم، تقوض مصداقية أنقرة وأمن شركائها التجاريين.
لا تساعد البضائع المشحونة على ربط المناطق المحتلة بروسيا فحسب، بل تجلب التجارة أيضًا العملة الصعبة إلى هذه المناطق، التي تقع خارج النظام المصرفي الدولي.
ولا يعترف باستقلال أبخازيا سوى كل من روسيا ونيكاراغوا وفنزويلا وناورو وأوسيتيا الجنوبية وترانسنيستريا وحكومة النظام السوري، وأعلنت أبخازيا استقلالها عن جورجيا عام 1993.