سجلت محافظة درعا أول حالة إصابة بالفطر الأسود، بحسب ما وثقته الهيئة العامة لمشفى درعا الوطني.
ونقلت الوكالة السورية الرسمية (سانا)، في 20 من تشرين الثاني، عن المدير العام للهيئة لـ “سانا”، الدكتور بسام الحريري، إن مريضًا بالعقد الخامس راجع الهيئة العامة لـ”مشفى درعا الوطني”، على أنه مصاب بفيروس “كورونا” (كوفيد- 19) وبعد تشخيص حالته تبينت إصابته بالفطر الأسود.
ما هو الفطر الأسود؟
الفطر الأسود “MUCORMYCOSIS”، بحسب ما شخصه طبيب في درعا (طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية)، عبارة عن إنتانات تصيب الجيوب الأنفية لدى المرضى من ضعيفي المناعة كالسكري، والإيدز، والأورام السرطانية، ومدمني المخدرات، و مرضى كورونا، بسبب العلاج المديد بالستر وئيدات والصادات الحيوية.
وأضاف الطبيب أن من أهم الأعراض السيلان الأنفي يتحول لمادة سوداء عفنة، تترافق مع صداع جانبي، وشفع بالعين أو حول والتهاب بالبلعوم، وتسبب الخيوط الفطرية موت الأوعية الدموية، وتحول الجلد للون الأسود في الوجه.
ولا يتشخص المرض إلا عن طريق ظهور الأعراض، ولكن من الممكن كشفه في بدايته عن طريق طبيب الأذنية.
تخوف بين السكان
بدأ سكان محافظة درعا من التخوف من انتشار الوباء، وخاصة أنه من الأمراض القاتلة.
وقال أبو محمد (55 عامًا) من سكان مدينة طفس، إن انتشار المرض مخيف، ويتحتم على الجميع أخذ الحيطة والحذر، والالتزام بقواعد السلامة، من التباعد وتهوية المكان والحرص على النظافة العامة.
وأجمع عدد من الأطباء في درعا، خلال حديثهم لعنب بلدي، أن المرض لا ينتقل من إنسان لإنسان، إنما يمكن أن تكون البيئة حاضنة للمرض.
وقال الأطباء إنه يجب تهوية المنازل، وتعريضها لأشعة الشمس، والتخلص من الفواكه العفنة بشكل كامل، والابتعاد عن الأماكن الرطبة، والالتزام بالكمامة والتعقيم.
القمامة عامل قلق في درعا
تنتشر مكبات القمامة في أطراف شوارع ريف درعا في ظل تقصير من مجالس البلدية في ترحيلها، أو التخلص منها بشكل فني دقيق، كدفنها أو إبعادها عن محيط القرى.
ومع بداية فصل الشتاء تبدأ هذه القمامة بالتحلل، وتصدر عنها رائحة عفونة من الممكن أن تسبب خطورة، وتكون عامل في نقل الأوبئة، ومنها الفطر الأسود.
وقالت معلمة في ريف درعا (تحفظت على ذكر اسمها) إن انتشار القمامة عامل قلق مخيف بعد تفشي الأوبئة، فهي ذات رائحة كريهة وبيئة حاضنة للفيروسات.
وأضافت أن على المجتمع المحلي أن يكون له دور في التخلص منها سواء بالتعاون مع المجلس البلدي، أو بشكل طوعي عن طريق تعاون كل حي من الأحياء على ترحيلها، وأن موضوع الفطر الأسود خطير ولا يستهان فيه.
وناشد ناشطون عن طريق صفحات محلية في ريف درعا، المجالس البلدية لترحيل القمامة من الشوارع والحارات، وخاصة في محيط المدارس خوفًا من انتقال العدوى للأطفال، كما ناشدوا السكان للتعاون مع المجالس المحلية، لأن الأمر يخص الجميع.
وفي 26 من تشرين الأول الماضي، أعلن مدير “الهيئة العامة لمستشفى الباسل” في محافظة طرطوس، اسكندر عمار، وفاة شخصين مصابين بمرض “الفطر الأسود”، سُجّلت لديهم إصابة سابقة بفيروس “كورونا”.