توقعت سلطات بولندا أن يطول عمر الأزمة الحدودية مع بيلاروسيا، متهمة نظيرتها البيلاروسية باستخدام استراتيجية جديدة للدفع بالمهاجرين عبر الحدود البولندية إلى أوروبا.
وقال وزير الدفاع البولندي، ماريوس بلاشتشاك، السبت 20 من تشرين الثاني، إن بيلاروسيا غيرت تكتيكها في التعامل مع الأزمة الحدودية بين البلدين، إذ باتت توجه مجموعات أصغر من المهاجرين باتجاه عدة نقاط على طول حدود الاتحاد الأوروبي الشرقية.
وأضاف، “علينا الاستعداد لحقيقة أن هذه المشكلة ستتواصل لشهور. لا شك لديّ بأن هذا ما سيحصل، يتم حاليًا اتباع أسلوب جديد نوعًا ما من قبل المهاجرين والأجهزة البيلاروسية، تحاول مجموعات أصغر من الناس عبور الحدود من أماكن عديدة”.
وتابع، “لا شك في أن هذه الهجمات موجهة من قبل أجهزة الدولة البيلاروسية”.
وأعلن حرس الحدود البولندي عن محاولات جديدة من قبل المهاجرين لعبور الحدود، قامت بها مجموعات مكونة من عشرات المهاجرين، وصل عددها إلى 195 محاولة عبور، الجمعة، بينما ألقت مجموعة مكونة من مئتي شخص الحجارة وعبوات الغاز المسيل للدموع.
لوكاشنكو ينفي ترتيب العملية
من جانبها أكدت بيلاروسيا أن الأوضاع على الحدود لا تزال تشهد توترًا، وواصل رئيسها، ألكسندر لوكاشنكو، نفيه افتعال الأزمة عبر استقدام مهاجرين ونقلهم إلى الحدود ووعدهم بتسهيل عبورهم إلى الاتحاد الأوروبي.
وفي مقابلة له مع قناة “بي بي سي“، الجمعة، صرّح لوكاشنكو أنه من المحتمل جدًا أن تكون قواته ساعدت المهاجرين على العبور إلى الاتحاد الأوروبي، لكنه نفى أن تكون بلاده قد رتبت العملية.
وقال بهذا الصدد، “أعتقد أن هذا محتمل جدًا. نحن سلاف، ولدينا قلوب، قواتنا تعلم أن المهاجرين متوجهون إلى ألمانيا، ربما ساعدهم أحد ما… لكنني لم أدعُهم إلى القدوم هنا”.
وأضاف، “قلت لهم إني لن أحتجز مهاجرين على الحدود، فلتبقو عليهم عند الحدود، وإذا ما واصلو القدوم، فسأظل على موقفي بعدم منعهم. لأنهم لم يأتو إلى بلادي، إنهم في طريقهم لبلادكم”.
وأردف، “هذا ما قصدته، لكني أنا لم أدعهم للقدوم إلى بيلاروسيا، ولكي أكون صريحًا، لا أريدهم أن يسلكو طريقهم عبر بيلاروسيا”.
ما مصير الأزمة؟
وكانت حدة الأزمة قد بدت أنها في تراجع بعد ما عملت الحكومة العراقية على إعادة مئات المهاجرين الذين كانوا عالقين عند الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، معظمهم من أكراد العراق، إلى أربيل.
كما أعلنت وزارة الخارجية اليمنية أنها تعمل على استعادة مواطنيها العالقين عند الحدود، وعددهم ثمانية على الجانب البيلاروسي وتسعة في بولندا.
وأكدت قوات حرس الحدود البيلاروسي إخلاء مخيم مؤقت كان يؤوي نحو ألفي مهاجر على الحدود مع بولندا، إلى مستودع قريب.
ويوجد نحو سبعة آلاف مهاجر على الأراضي البيلاروسية، بينهم نحو ألفي شخص ينتظرون في المخيمات على الحدود مع بولندا، وفق ما صرحت به المتحدثة باسم الرئاسة، ناتاليا إيسمونت، الخميس.
ويتهم الاتحاد الأوروبي بيلاروسيا بتأجيج الأزمة عبر إعطاء تأشيرات لمهاجرين عالقين عند حدود ليتوانيا ولاتفيا وبولندا، ودفعهم لمحاولة دخول الاتحاد الأوروبي، ردًا على العقوبات التي فرضها الاتحاد على مينسك بعد حملة قمع استهدفت المعارضة عام 2020.
وتصاعدت أزمة المهاجرين العالقين على الحدود البولندية- البيلاروسية خلال الشهرين الماضيين، إذ يعيش مئات الأشخاص، بمن فيهم عائلات لديها أطفال، في مخيمات مؤقتة على الجانب البيلاروسي، ويواجهون درجات حرارة دون الصفر ليلًا.
ووثقت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقرير لها، احتجاز اللاجئين قسرًا في أماكن مفتوحة تزامنًا مع تدني الحرارة والنقص الحاد بالطعام والماء في المنطقة الحدودية.