أمام وجود نسبة كبيرة من مستخدمي الهواتف المحمولة الذين يرتدون العدسات أو النظارات عند استخدام هواتفهم، بسبب مشكلات في النظر والرؤية، فإن شركة “آبل” الأمريكية للهواتف والحواسيب المحمولة والأجهزة اللوحية، تتجه لتكوين آلية للتحكم في عملية تصحيح الرؤية للأجهزة الإلكترونية المحمولة، وتقديم ما يحمي خصوصية مستخدمي أجهزتها عبر تجهيل محتوى شاشة الجهاز لغير مستخدمه.
تتضمن الآلية بناء حالة خصوصية بين المستخدم وجهازه، تعوق إمكانية رؤية محتوى الشاشة وقراءة نصوصها لغير مستخدم الجهاز الأصلي، عبر مسح جزء على الأقل من وجه المستخدم، باستخدام جهاز استشعار، وخريطة عمق من خلال المسح الذي سيجريه جهاز الاستشعار، إضافة إلى تحديد درجة التشابه بين خريطة العمق، وخرائط هوية المقاييس الحيوية المخزنة والمرتبطة بالمستخدم، في سبيل الوصول إلى درجة تشابه تتجاوز العتبة، بما يتيح تحديد سيناريو نظارات تصحيحية، باستخدام خريطة العمق.
وناقشت الشركة مؤخرًا ابتكار “نظارات الخصوصية”، التي يمكن الاستفادة منها أيضًا كاحتمال ثانٍ لدعم الخصوصية، فعند قراءة نص عبر الجهاز وعدم الرغبة بإطلاع المحيطين على محتوى النص، يمكن للمستخدم التفاعل مع جهازه بطريقة تجعل النص غير مقروء للمحيطين به.
أما في حال الرغبة بعرض محتوى شديد الحساسية، فسيتمكن المستخدم من حظر خط عرض للأشخاص المحيطين به فعليًا، بما يجعل إدراك محتوى الشاشة غير ممكن دون ارتداء “نظارات الخصوصية”.
ويمكن أن يكتشف معالج الجهاز وجود “نظارات الخصوصية” على وجه المستخدم، من خلال تحديد ملف تعريف العرض المرتبط بسيناريو النظارات التصحيحية والمستخدم المسجل وإنشاء إخراج رسومي، وفقًا لملف تعريف العرض المحدد، بما قد يعوّض قصور الرؤية المرتبط بسيناريو النظارات التصحيحية والمستخدم المسجل.
ويمكن إنشاء ملفات تعريف متعددة تغطي أنماط شعر مختلفة، واللحية والشارب، والنظارات، ونظارات القراءة، والنظارات الشمسية، وغيرها.
وكانت الشركة أعلنت، في آب الماضي، عن تقنية جديدة باسم “CSAM” ستتيح البحث عن المواد المتعلقة بالإساءة الجنسية للأطفال، قبل تخزين الصور على نظام “iCloud Photos”، وفي حال رصد تطابق في البحث، سيقيّم المحتوى وسيبلّغ عنه للسلطات.
وقالت “آبل” إن من المقرر إطلاق نسخ جديدة من نظام التشغيل “iOS” وأنظمة تشغيل “IPadOS” أو “IPad”، وستزوّد بتطبيقات جديدة للتشفير والحدّ من انتشار المواد المرتبطة بالإساءة الجنسية للأطفال عبر الإنترنت مع مراعاة الخصوصية.
واعتبر الباحث الأمني في جامعة “جونز هوبكينز”، أن “شركة (آبل) أرسلت رسالة واضحة، على أنه أصبح من الآمن بناء أنظمة تكشف هواتف المستخدمين في المحتوى المحظور”.