"يدوية" تعمل بالملابس وروث الحيوانات..
بدائل مواجهة غلاء سعر المدافئ بالحسكة
عنب بلدي- القامشلي
يتنقل وليد الحسين (45 عامًا)، باحثًا عن مدفأة بسعر يناسب دخله المحدود، تقيه مع عائلته المكوّنة من ثلاثة أفراد، برد فصل الشتاء الحالي.
قال وليد الحسين لعنب بلدي، إن المدفأة التي يملكها مهترئة، ويرغب بشراء واحدة جديدة، لكنه تفاجأ بالأسعار “المرتفعة كثيرًا” عن العام الماضي، فهو موظف حكومي براتب لا يتجاوز 90 ألف ليرة سورية (30 دولارًا) بالشهر، في حين أن سعر المدفأة الصغيرة الحجم هو 85 ألف ليرة (25 دولارًا)، أي ما يعادل راتب شهر كامل.
أما فرحان العلو (60 عامًا) من ريف القامشلي يعمل في رعي الأغنام، فقد دفعه ارتفاع أسعار المدافئ في العام الحالي إلى العدول عن فكرة شراء واحدة جديدة، والاكتفاء بإصلاح القديمة بتكلفة 15 ألف ليرة (أربعة دولارات).
يعاني سكان محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، التي تشرف عليها “الإدارة الذاتية”، من سوء الوضع المعيشي، الذي لم يستثنِ أي احتياج من الاحتياجات الأساسية، وذلك بسبب تدهور قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، والصعوبات المادية في إدخال البضائع عبر المعابر التي تربط المدينة بمناطق سيطرة النظام السوري.
نتجت عن الحالة المعيشية المتردية أزمة تواجه سكان المنطقة في تأمين مستلزمات التدفئة في فصل الشتاء، الأمر الذي اضطرهم إلى اللجوء لبدائل أقل تكلفة.
الأسعار حسب الجودة
يتابع الرجل الستيني شكواه لعنب بلدي، “بعض العوائل الريفية تعتمد على مدافئ مصنوعة يدويًا من الخردوات كبديل عن مدافئ المازوت الغالية الثمن”.
ويعتمد تشغيل المدافئ اليدوية على كل ما هو قابل للاحتراق وينتج الحرارة، مثل قطع الملابس القديمة، والأخشاب، وروث الحيوانات بعد معالجته بطرق معيّنة.
ورصدت عنب بلدي في المنطقة زيادة إقبال السكان على شراء المدافئ اليدوية من محال الأدوات المنزلية المستعملة، ويتراوح سعر المدفأة الواحدة منها بين 25 و50 ألف ليرة (من سبعة إلى 15 دولارًا)، حسب حجم وجودة المدفأة.
بقيم نوري الأسود (46 عامًا) في مدينة الحسكة، ولديه محل لبيع مختلف أدوات التدفئة المنزلية، تحدث لعنب بلدي عن أسعار المدافئ للعام الحالي، وسبب ارتفاعها.
وأشار إلى أن هناك نوعين من المدافئ، منخفضة الجودة يصل سعرها إلى 100 ألف ليرة (حوالي 30 دولارًا)، ومرتفعة الجودة يصل سعرها إلى حوالي 250 ألف ليرة (حوالي 77 دولارًا)، وفق صاحب محل التدفئة المنزلية.
كما تتوفر أنواع أخرى من المدافئ يصل ثمنها إلى 400 ألف ليرة (حوالي 125 دولارًا)، بحسب كمية الألمنيوم ونوعية اللحام المستخدم فيها.
وأغلبية السكان يقبلون على شراء المدافئ التي تتناسب مع مستوى معيشتهم، وغالبًا ما تكون ذات جودة منخفضة، إلا أنها لا تدوم معهم سوى موسم واحد من الشتاء، ما يعني أنهم سيضطرون إلى شراء مدفأة جديدة في الموسم المقبل، وفق ما أشار إليه صاحب محل التدفئة.
وتوجد مدافئ تعمل عن طريق الغاز، ويبلغ سعرها حوالي 300 ألف ليرة (حوالي 95 دولارًا)، والطلب عليها منخفض، نظرًا إلى صعوبة تأمين الغاز وغلائه.
وتُباع أسطوانة الغاز في الحسكة بـ2400 ليرة، وفق الأسعار التي تحددها “الإدارة الذاتية” العاملة في المدينة، بينما تُباع بأسعار قد تصل إلى ستة آلاف ليرة في بعض الأماكن بشكل حر.
ويُرجع تجار التدفئة المنزلية في مدينة الحسكة أسباب ارتفاع أسعار بضاعتهم إلى زيادة نسبة الرسوم التي تفرضها “الإدارة الذاتية” عبر المعابر التي تتحكم بها وتأتي منها البضاعة، وكذلك الرسوم الباهظة التي تفرضها الحواجز الأمنية التابعة للنظام السوري المنتشرة بين المعابر، إذ إن أغلب مدافئ المازوت تأتي من مدينة حلب، وهناك قسم قليل منها يُصنّع في القامشلي، وغالبًا ما يقتصر الأمر على صناعة ملحقات المدفأة، مثل “البواري” (أنابيب المدفأة) والقاعدة التي توضع عليها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :