أكدت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، أن البيئة الحالية في سوريا لا تزال غير مواتية لعودة اللاجئين، وأن عودة أي لاجئ يجب أن تكون آمنة وطوعية وكريمة.
وخلال زيارة أجرتها إلى مخيم “الزعتري” للاجئين السوريين في الأردن، الجمعة 19 من تشرين الثاني، قالت غرينفيلد في تصريحات صحفية، إنه “لا جدال في أن البيئة الحالية في سوريا ليست مواتية للعودة”.
وأضافت المسؤولة الأمريكية، أن “هدف اللاجئين النهائي هو العودة إلى ديارهم، أعلم أن هذا هو هدفهم النهائي. ما سمعته اليوم هو أن الناس لا يزالون خائفين من الأوضاع في سوريا وأنهم غير مستعدين للعودة”.
واعتبرت أن “أهم ما استخلصته من هذه الزيارة، هو أن المجتمع الدولي يجب أن يكون يقظًا في ضمان عودة أي لاجئ بشكل آمن وطوعي وبما يحفظ كرامته”.
وعلّقت غرينفيلد على وجود أعداد كبيرة من اللاجئين في الأردن قائلة، “بعد عشر سنوات من الحرب، نعلم أن استضافة مئات الآلاف من اللاجئين ليس بالمهمة السهلة، لكن علينا أن نتذكر كل يوم أنهم أناس حقيقيون، أمهات وآباء وأطفال وأسر ويحتاجون إلى دعمنا”.
واطلّعت غرينفيلد في جولتها على الأنشطة التي يمارسها اللاجئون في المخيم، كالدورات التدريبية في مجال اللغات والحاسوب، إلى جانب الرسم والأشغال اليدوية.
ويقيم في الأردن نحو مليون و300 ألف لاجئ سوري، 670 ألف لاجئ من بينهم مسجل لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، 79% منهم يعيشون في المجتمعات المضيفة، بينما يعيش 21% منهم في المخيمات.
وكانت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة أكدت الشهر الماضي أن سوريا تشهد تصعيدًا متواصلًا بعمليات القتال، ولا تزال غير آمنة لعودة اللاجئين.
وقال رئيس لجنة التحقيق المعنية بالملف السوري، باولو بينيرو، في كلمة ألقاها أمام اللجنة الثالثة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 25 من تشرين الأول الماضي، إن هذا الوقت ليس مناسبًا لعودة اللاجئين، مضيفًا أن التصعيد بعمليات العنف والقتال لم يتوقف خلال الأشهر الأخيرة.
وحذّر بينيرو المجتمع الدولي من الاعتقاد بأن النزاع في سوريا على وشك الانتهاء، مشيرًا إلى أن الواقع السوري يُثبت عدم صحة هذا الاعتقاد.