أطفال سوريا ضحية لقوات النظام السوري وحلفائها

“الدفاع المدني” يوثق مقتل 63 طفلًا منذ حزيران الماضي بقصف النظام وروسيا

camera iconطفلة في وقفة طلابية تعاطفا مع أهالي الضحايا والمصابين في أريحا 23 تشرين الأول 2021(مديرية التربية والتعليم في إدلب)

tag icon ع ع ع

لا يزال الأطفال في سوريا ضحية للحرب التي يشنها نظام السوري وحليفه الروسي، على مدى أكثر من عشر سنوات.

نشر “الدفاع المدني السوري” تقريرًا، اليوم الخميس 18 من تشرين الثاني، وثق فيه انتهاكات النظام وروسيا تجاه أطفال سوريا، وما أسفر عنه القصف من القتل المستمر للأطفال منذ شهر حزيران الماضي.

إذ قُتل 63 طفلاً منذ بداية شهر حزيران الماضي حتى أمس الأربعاء 17 تشرين الثاني، قضوا جميعهم بسبب الهجمات المدفعية والغارات الجوية على مدن وبلدات شمالي سوريا.

وبحسب رصد عنب بلدي، فإن الطيران الحربي للنظام وروسيا ينفذ بشكل شبه يومي غارات على مناطق سيطرة المعارضة، مع استمرار سريان ما يُعرف باتفاق “موسكو”، أو اتفاق “وقف إطلاق النار”، الموقّع بين روسيا وتركيا في 5 من آذار عام 2020، وكان الأطفال الضحية الأكبر لتلك الهجمات، وفق ما وثقه “الدفاع المدني”.

وكانت أربعة أشهر من الهجمات الممنهجة أسفرت عن مقتل 130 مدنيًا بينهم 56 طفلًا، استمرت من بداية حزيران الماضي حتى نهاية شهر أيلول الماضي، ويعد هذا الرقم كبيرًا بعدد الضحايا الأطفال مقارنة بالعدد الكلي.

ومنذ عام 2019 قُتل أكثر من 2600 شخص كان من ضمنهم أكثر من 640 طفلًا، في شمال غربي سوريا، وهؤلاء الضحايا هم فقط الذين استجاب “الدفاع المدني” للهجمات التي استهدفتهم من قبل قوات النظام وروسيا.

المدارس هدف دائم للقصف

شدد “الدفاع المدني” في تقريره على أن الهجمات التي يشنها نظام الأسد وروسيا على المدارس منذ عشر سنوات، ممنهجة ومتعمدة، وتهدف بشكل مباشر لتدمير مستقبل الأطفال.

واستهدفت قوات النظام وحلفائها المرافق التعليمية، والتي جعلت من المدارس والمنشآت التعليمية هدفًا لها، حيث تضررت آلاف المدارس منذ عام 2011، وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، كان شمال غربي سوريا يتعرض لحملات عسكرية متواصلة منذ 2019 حتى كتابة هذا التقرير.

وبحسب التقرير شنت قوات النظام وروسيا أكثر من 135 هجومًا على مدارس ومنشآت تعليمية في شمال غربي سوريا، وكانت الهجمات موزعة على 89 هجومًا في عام 2019، و40 هجومًا في 2020، وأكثر من 5 هجمات منذ بداية العام الحالي، وثق “الدفاع المدني” هذه الهجمات واستجاب لها.

وأدت الهجمات إلى النزوح المتكرر للطلاب، لتبلغ موجات النزوح ذروتها في نهاية عام 2019 وبداية عام 2020، ما أدى لتوقف التعليم نحو عام كامل خشية استمرار استهداف المدارس.

وبحسب مديرية التربية في إدلب، التي تضم مناطق إدلب وريف حلب الغربي، يبلغ عدد المدارس أكثر من 1200 مدرسة تختلف حالتها الأمنية، فمنها الآمن، ومنها الآمن نسبيًا، ومنها الخطر.

ومن تلك المدارس 94 خارج الخدمة لقربها من خطوط التماس مع قوات النظام، أو لإشغالها من قبل المهجّرين بعد أن أصبحت مسكنًا مؤقتًا لهم، ويبلغ عدد الطلاب في هذه المدارس أكثر من 350 ألف طالب في المدارس التابعة لها، 60% منهم ضمن الشريحة العمرية من 6 إلى 9 سنوات.

ويعيش أكثر من 500 ألف طفل في مخيمات شمال غربي سوريا، تفتقد للبنية التحتية، وتوفي فيها العام الماضي طفل وأصيب أربعة آخرون بانهيار خيامهم جراء السيول والرياح.

2.4 مليون طفل بلا تعليم

باتت عمالة الأطفال أمرًا واقعًا يرتبط بواقع سيء، بسبب ظروف الحرب التي تمر بها سوريا، وفقدان عدد كبير من الأسر معيلها، أو بسبب فقدان الأسر مصادر دخلها بعد أن هجرها نظام النظام وروسيا من منازلهم.

ويوجد أكثر من 2.4 مليون طفل سوري غير ملتحقين بالمدرسة، منهم 40% تقريبًا من الفتيات، حسب تقارير من منظمة “اليونيسيف“، ومن المرجح أن يكون العدد قد ارتفع خلال عام 2020 المنصرم، نتيجة تأثير جائحة “كوفيد-19” التي أدت إلى تفاقم تعطّل التعليم في سوريا.

وذكرت المنظمة أن 6.1 مليون طفل سوري بحاجة إلى المساعدة، وهي زيادة بمعدل 20% عن العام الماضي فقط، كما أن تزايد الفقر ونقص الوقود وارتفاع أسعار المواد الغذائية يجبر الأطفال على ترك المدرسة والتوجه إلى العمل.

ودعا “الدفاع المدني” المجتمع الدولي وضع حد للهجمات القاتلة على الأطفال وحمايتهم ومحاسبة من ارتكب الجرائم بحقهم، وبذل كل الجهد لدعم الأطفال لاستعادة مستقبلهم لأنهم الضامن الوحيد لمستقبل سوريا.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة