أعلنت وزارة الدفاع البولندية عن احتجاز عشرات المهاجرين الذين تسللوا إلى الأراضي البولندية بطريقة غير مشروعة من بيلاروسيا.
وذكرت أن أجهزة الأمن البولندية احتجزت الليلة الماضية مجموعة تضم نحو 100 مهاجر وفق ما نشرته عبر “تويتر”، اليوم الخميس 18 من تشرين الثاني.
وذكرت الوزارة أن بيلاروسيا أجبرت المهاجرين على إلقاء الحجارة على الجنود البولنديين لتشتيت انتباههم، لتجري محاولة عبور الحدود بطريقة غير شرعية على بعد عدة مئات من الأمتار.
Tonight there was an attempt, led by 🇧🇾Belarusians, to illegally cross the border in Dubicze Cerkiewne. A group of about 100 migrants was detained by the 🇵🇱Polish services. https://t.co/XHIrydDCXC
— Poland MOD 🇵🇱 (@Poland_MOD) November 18, 2021
وتتكرر محاولة دخول الحدود بطريقة غير شرعية وسط استمرار قضية المهاجرين العالقين بين الحدود البولندية-البيلاروسية.
وفي 8 من تشرين الثاني الحالي، قطع مهاجرون عالقون على الحدود بين البلدين جزءًا من الأسلاك الشائكة، باستخدام جذوع وأغصان الأشجار، ونتج عن ذلك إحداث ثغرة في الأسلاك الحدودية الشائكة، في المعبر الحدودي القريب من بلدة غمينا كوزنيكا الحدودي.
واستدعى الخرق تدخل فرقة “مكافحة الشغب” البولندية المجهزة بالدروع، لعمل درع بشري لسد الثغرة بشكل مؤقت، لحين السيطرة على الأوضاع لمنع اللاجئين من اختراق الحدود.
بين الموت والبرد
ودُفن الشاب السوري، أحمد الحسن (19 عامًا) في بلدة بوهونيكي شمال شرقي بولندا، في 15 من تشرين الثاني، بعد أن قضى في أواخر تشرين الأول الماضي غرقًا في نهر “بوج” قرب البلدة، في أثناء محاولته الوصول إلى أوروبا من بيلاروسيا، وعُثر على جثته في النهر قرب بوهونيكي، الموطن التاريخي لأقلية التتار المسلمة في بولندا.
ويعاني المهاجرون من ظروف صعبة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وتدني الحرارة في تلك المنطقة، وعدم توفر الطعام والماء في المنطقة الحدودية، ورصدت عنب بلدي تسجيلًا مصورًا لمرأة عراقية تصرخ وتبكي بسبب البرد الشديد، وبكاء الأطفال بسبب البرد الشديد والجوع.
دعم أوروبي لإغاثة المهاجرين
خصصت المفوضية الأوروبية 200 ألف يورو كتمويل إنساني للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وفق بيان نشرته أمس الأربعاء 17 من تشرين الثاني.
وسيدعم هذا التمويل الفوري الصليب الأحمر البيلاروسي، لتقديم مساعدات الإغاثة التي تشتد الحاجة إليها، بما في ذلك الغذاء ومستلزمات النظافة والبطانيات ومستلزمات الإسعافات الأولية.
وبحسب البيان، قام الاتحاد الأوروبي بتعبئة 500 ألف يورو إضافية للتمويل الإنساني وهو على اتصال مع المنظمات الإنسانية الشريكة له من أجل تنفيذ هذه الأموال.
وقال مفوض إدارة الأزمات، يانيز لينارتشيتش، في البيان، إن الدعم جاء للمساعدة في تخفيف معاناة الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل على الحدود وفي أجزاء أخرى من بيلاروسيا.
ودعا المفوض إلى استمرار وصول المنظمات الإنسانية من الجانبين البولندي والبيلاروسي للوصول إلى اللاجئين والمهاجرين لتزويدهم بالمساعدة العاجلة.
مركز خدمات لوجستية
وفي ساعات صباح اليوم الأولى، طلب الجيش البيلاروسي من اللاجئين في مخيم الغابة جمع أغراضهم وحزم حقائبهم، وقام بنقلهم إلى مركز النقل والخدمات اللوجستية بالقرب من نقطة تفتيش “بروزجي”، حيث يتم إيواء قسم من اللاجئين، وفق وكالة الأنباء البيلاروسية “BelTA“، في حين تقاطعت الأنباء عن العدد الذي ذهب إلى هذا المركز.
ويتهم الاتحاد الأوروبي بيلاروسيا بتأجيج الأزمة عبر إعطاء تأشيرات لمهاجرين عالقين عند حدود ليتوانيا ولاتفيا وبولندا، ودفعهم لمحاولة دخول الاتحاد الأوروبي، ردًا على العقوبات التي فرضها الاتحاد على مينسك بعد حملة قمع استهدفت المعارضة عام 2020.
وتحاول مجموعات كبيرة من المهاجرين عبور الحدود بالقوة للوصول إلى بولندا، بشكل يومي تقريبًا، بحسب صحيفة “Rzeczpospolita” البولندية.
وبحسب السلطات البولندية، فإن ما يقرب من 4000 شخص ما زالوا عالقين عند الحدود، وترفض القوات البولندية العديد من محاولات العبور كل يوم.