استقبل رئيس النظام السوري، بشار الأسد، اليوم الأربعاء 17 من تشرين الثاني، وفدًا روسيًا برئاسة ألكسندر لافرنتييف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في دمشق.
وبحسب ما نشرته منصة “رئاسة الجمهورية العربية السورية”، عبر “فيس بوك”، فإن هذه اللقاءات من أجل مشاركة الوفد الروسي في أعمال الاجتماع الدوري المشترك للهيئتين التنسيقيتين السورية والروسية حول عودة اللاجئين والمهجرين المنعقد في دمشق.
وتركز تلك اللقاءات على تسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى مناطقهم الأصلية، وفق ما قاله لافرنتييف، إذ تضمن اللقاء التحديات التي تواجه الطرفين من أجل تأمين الظروف الملائمة لتلك العودة.
وتعمل روسيا في الفترة الأخيرة على تنشيط النقاش حول موضوع اللاجئين، في الوقت الذي ينقسم فيه الاتحاد الأوروبي حول هذا الملف، كما تحاول جس نبض المجتمع الدولي بشأن القضايا التي ترغب موسكو بتحقيقها.
وفي تشرين الثاني 2020، عُقد مؤتمر “عودة اللاجئين السوريين” في دمشق بتنظيم ورعاية روسية، وسط غياب للدول التي يتركز وجود اللاجئين السوريين فيها.
اقرأ أيضًا: “كابوس” العودة يطارد اللاجئين السوريين.. الدنمارك لا تكترث
في مقابل ذلك، لا تزال المناطق في سوريا تعيش حالة أمنية معقدة، حيث تواجه خطر العمليات العسكرية والاعتقالات التعسفية، مع غياب الاستقرار الأمني كأحد المرتكزات المهمة والممكِنة لكل من التعافي المبكر والعودة الآمنة للاجئين والنازحين.
ووفق دراسة بحثية لمركز “عمران للدراسات“، تتسم العلاقة بين الاستقرار الأمني والتعافي المبكر بأنها علاقة عضوية في بلدان ما بعد النزاع، وعلاقة تبادلية في حالات الانتقال والتحول السياسي، إلا أن الثابت في معادلة تحقيق الأمن والاستقرار يتمثل بضرورة وجود مناخ سياسي جديد يجفف منابع ومسببات النزاع.
ووثّقت منظمة العفو الدولية، في أيلول الماضي، انتهاكات بحق عدد من اللاجئين السوريين الذين عادوا إلى مناطقهم الأصلية، حيث تعرضوا للاعتقال والاختفاء والتعذيب والاغتصاب على أيدي قوات النظام السوري، ما يثبت أنه لا يزال من غير الآمن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وانتقد تقرير المنظمة الذي حمل عنوان “أنت ذاهب إلى الموت”، الدنمارك والسويد وتركيا على وجه التحديد، لتقييد الحماية والضغط على اللاجئين من سوريا للعودة إلى ديارهم، وكذلك لبنان والأردن، اللذان لديهما أكبر عدد من اللاجئين السوريين بعد تركيا.
تأتي التقارير الحقوقية الخاصة بقضايا اللجوء لتحفيز صنّاع القرار في الدول التي تستضيف لاجئين سوريين من أجل عدم التساهل في سياسات العودة التي ترّكز عليها البروباغندا السياسية الروسية، إذ يزداد نشاط جهات روسية لدعم سردية النظام بدمشق في “توفر الظروف الآمنة داخل سوريا لعودة اللاجئين إليها”.
–