بدأ البرلمان البولندي، الثلاثاء 16 من تشرين الثاني، بالنظر في أول مشروع قانون لحماية الحدود من شأنه أن يسمح بفرض قيود مؤقتة على حرية التنقل وحرية الصحافة في المنطقة الحدودية مع بيلاروسيا، وفق ما نشرته وكالة الأنباء الألمانية.
وقال أعضاء البرلمان المعارضون، إن حكومة حزب “القانون والعدالة” المحافظ (PIS) كانت تحاول بشكل دائم منع وصول الصحفيين الذين ينتقدون طريقة تعاملها مع أزمة المهاجرين على الحدود البولندية- البيلاروسية.
وأعلنت بولندا حالة الطوارئ لقطاع طوله ثلاثة كيلومترات على طول الحدود مع بيلاروسيا في أوائل أيلول الماضي، وفق ما نشرته “رويترز“.
ولا يُسمح بموجب حالة الطوارئ المستمرة حتى بداية كانون الأول المقبل لغير المواطنين والصحفيين ومنظمات الإغاثة بالدخول إلى المنطقة الحدودية، ولا يمكن تمديدها وفقًا للدستور البولندي.
وبحسب الحكومة البولندية، فإن حالة الطوارئ الأولى من نوعها في البلاد منذ العصر الشيوعي، هدفها حظر التجمعات وتقييد الحركة على طول الحدود.
وفي حال إقرار التعديل التشريعي، سيُسمح لوزير الداخلية البولندي بمنع جميع الأشخاص غير المواطنين من دخول المنطقة الحدودية التي سيحددها في حال حدوث وضع خطير.
والاستثناءات الخارجة عن نطاق القانون، بما يخص السماح للصحفيين بالدخول إلى المنطقة الحدودية، سيقررها القائد المحلي لحرس الحدود.
وطالبت المعارضة البولندية بـ”حرية الوصول غير المقيّد” لجميع وسائل الإعلام ومنظمات الإغاثة إلى داخل المنطقة الحدودية.
اشتباكات بين المهاجرين والشرطة
وفي سياق متصل، أطلقت فرقة “مكافحة الشغب” البولندية، الثلاثاء 16 من تشرين الثاني، خراطيم المياه على مهاجرين رشقوها بالحجارة على الحدود مع بيلاروسيا، وسط تصاعد أزمة تركت آلاف المهاجرين عالقين في المنطقة الحدودية مع درجات حرارة منخفضة.
وبحسب ما نشرته “رويترز“، أُصيب سبعة من رجال الشرطة البولندية جراء اشتباكات، هي الأحدث في أزمة يقول الاتحاد الأوروبي إنها من “تدبير بيلاروسيا” ردًا على عقوبات فرضتها أوروبا، وهو اتهام تنفيه بيلاروسيا.
وأظهرت لقطات مسجلة نشرتها السلطات البولندية مهاجرين يلقون زجاجات وقطع الأخشاب عبر سياج حدودي من الأسلاك الشائكة، ويستخدمون العصي في محاولة اختراقه.
وينتظر حوالي أربعة آلاف مهاجر، معظمهم من العراق وأفغانستان، في غابات وسط انخفاض في درجات الحرارة.
تعزيز أمن الحدود
وفي 8 من تشرين الثاني الحالي، قطع مهاجرون عالقون على الحدود بين البلدين جزءًا من الأسلاك الشائكة، باستخدام جذوع وأغصان الأشجار، نتج عن ذلك إحداث ثغرة في الأسلاك الحدودية الشائكة، في المعبر الحدودي القريب من بلدة غمينا كوزنيكا الحدودي.
استدعى هذا الأمر تدخل فرقة “مكافحة الشغب” البولندية المجهزة بالدروع لعمل درع بشري لسد الثغرة بشكل مؤقت، لحين السيطرة على الأوضاع لمنع اللاجئين من اختراق الحدود.
وشاركت وزارة الدفاع البولندية عبر “تويتر” مقطعًا مصوّرًا يظهر مجموعة كبيرة من اللاجئين بالقرب من بلدة غمينا كوزنيكا الحدودية.
Grupa migrantów znajduje się obecnie w okolicach Kuźnicy pic.twitter.com/w5VxXp9QqQ
— Ministerstwo Obrony Narodowej 🇵🇱 (@MON_GOV_PL) November 8, 2021
وبحسب وزارة الدفاع، فإن البلاد لديها في الوقت الحالي 12 ألف جندي في المنطقة، بعد أن كانوا عشرة آلاف جندي تم نشرهم قبل التطورات الأخيرة.
ووثّقت “هيومن رايتس ووتش” الانتهاكات وسوء المعاملة التي يتعرض لها اللاجئون العالقون على حدود بيلاروسيا.
وأكد تقرير للمنظمة أن اللاجئين احتجزوا قسرًا في أماكن مفتوحة تزامنًا مع تدني الحرارة في تلك المنطقة، والنقص الحاد بالطعام والماء في المنطقة الحدودية.
وذكر التقرير أن حرس حدود بيلاروسيا يواصل دفع اللاجئين لمحاولة دخول بولندا، مشيرًا إلى أن معظم المحاولات تنتهي بإعادة اللاجئين قسرًا إلى بيلاروسيا وتعرضهم للمزيد من الانتهاكات.
وفي رد فعل على هذه الأزمة، أعلن الاتحاد الأوروبي، في 15 من تشرين الثاني الحالي، أنه سيضاعف عقوباته ضد بيلاروسيا والمقربين من رئيسها.
وأضاف المسؤولون أن العقوبات ستستهدف أي شخص ضالع في تهريب المهاجرين عبر بيلاروسيا.
واتهم الاتحاد الأوروبي بيلاروسيا بدفع اللاجئين إلى حدودها الشرقية من أجل تقويض الأمن، وهي التهمة التي تنفيها مينسك.
–