عنب بلدي – خاص
تتالت البيانات والمواقف بعد حادثة منع رئيس الحكومة المؤقتة، أحمد طعمة، ووفده من دخول سوريا من خلال معبر باب السلامة الحدودي، الأربعاء 11 تشرين الثاني.
ووقع 25 فصيلاً من المعارضة السورية المسلحة، بينهم حركة أحرار الشام والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، وجيش الإسلام، وفيلق الرحمن، على بيان، الخميس 12 تشرين الثاني، طالبوا فيه الائتلاف السوري المعارض بحجب الثقة عن رئيس الحكومة المؤقتة، على خلفية إصدارها بيانًا وصفت فيه الجبهة الشامية بـ “القوة المسلحة المتطرفة”.
البيان أفاد أن أحمد طعمة “أثبت فشله الذريع على مدى عامين في تقديم أي خدمة حقيقية للشعب السوري وكان حريًا أن يراجع أداءه الكارثي ويعيد تقييم وضعه قبل أن ينطلق إلى الداخل السوري لتحقيق سبق إعلامي بدخوله تحت غطاء “تقييم المنطقة الآمنة”.
تداعيات منع الوفد من الدخول
تداعيات الحادثة ألقت بظلالها على بعض الموظفين في الحكومة، إذ قدّم مدير قطاع الاتصالات والنقل والصناعة في الحكومة المؤقتة، المهندس عبو الحسو، استقالته، الخميس 12 تشرين الثاني، عازيًا الأمر إلى أن بيان رئيس الحكومة، أحمد طعمة “لم يرق للمستوى الأدنى المطلوب”.
وأشار الحسو إلى أن “ما حدث البارحة يثبت أن الحكومة غير قادرة على الدخول من المعبر فكيف تستطيع العمل في الداخل”، خاتمًا بيان استقالته راجيًا قبولها كونه لم يعد يحس “بالانتماء إلى الحكومة”، مردفًا “سأكون في الخدمة عند تشكيل حكومة جديدة أو جسم بديل لهذا الجسم المتهالك الذي لم يعد الإصلاح مجديًا فيه”.
سامر العاني، رئيس المكتب الإعلامي في الحكومة وأحد أعضاء الوفد قدم استقالته أيضًا في اليوم ذاته، عازيًا السبب كونه “لا يمكنه الاستمرار في عمل لا يستطيع تحمل عواقبه”.
تفاصيل الحادثة
وكان العاني نشر عبر صفحته الشخصية على الفيس بوك، الأربعاء 11 تشرين الثاني، تفاصيل الحادثة، لافتًا إلى أن المعبر من الجانب التركي أبدى “اهتمامًا كبيرًا لخدمة وفد الحكومة”.
وقال العاني إن الوفد وصل إلى المعبر التركي في تمام الساعة العاشرة والنصف، وانتقل بعدها إلى الجانب السوري ليقابله مدير المعبر، ناظم الحافظ، ويمنعه من الدخول “بحجة عدم علمه بالموضوع”.
توقف الوفد في مكتب مدير المعبر قرابة ساعة، تواصل فيها المدير مع رئيس المكتب السياسي للجبهة الشامية عبر برنامج “تيليغرام”، بحسب العاني، الذي أشار إلى وصول “قوة مسلحة” بعد 20 دقيقة انتظار وانتشارها في المكان.
العاني أشار إلى أن أحد القناصة ضمن القوة المسلحة صرخ قائلًا “كفرة مرتدين”، ليجيبه أحد أعضاء الوفد على العلن “حافظ الأسد منع والدي من الدخول إلى سوريا ومنعني ابنه بشار وها أنتم تمنعوني من الدخول بقوة السلاح”، مردفًا أن القوة حاولت مصادرة كاميرته ومنعته من التصوير.
مجموعة ملثمة ادعت استقبال الوفد
أصدرت الجبهة الشامية بيانًا، مساء الأربعاء 11 تشرين الثاني، أوضحت فيه ملابسات منع دخول وفد الحكومة وقالت إن إدارة المعبر “فوجئت بوصول الوفد تزامنًا مع وصول مجموعة مسلحة ملثمة، ادعت أنها تتبع لحركة أحرار الشام الإسلامية، وأنها حضرت لاستقبال الوفد”.
وأفاد البيان أن الحركة نفت علمها وعلاقتها بالمجموعة الملثمة، ما دفع إدارة المعبر لتطالب الوفد بالانتظار لترتيب بعض الأمور، وتوضيح الالتباس الأمني الحاصل، بالتحقق من هوية المجموعة المسلحة، لكن الوفد رفض واستعجل المغادرة”.
الحكومة المؤقتة “مصدومة”
الحكومة السورية المؤقتة بدورها أصدرت بيانًا، الأربعاء 11 تشرين الثاني، أدانت فيه “السلوك المرفوض الصادر عن جهة عسكرية غير منضبطة تريد أن تمنعها من تفقد المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها”، مشددةً أن ما حصل “لن يثني الحكومة عن متابعة عملها وبذل الجهود المضنية لمساعدة شعبنا الحر والوقوف إلى جانبه في وجه الطغاة والغزاة والغلاة”.
واعتبرت الحكومة حجة عدم التنسيق مع إدارة المعبر المدنية “سخيفة وتعبر عن عقلية من يعتبر أنه باستيلائه على المعبر من الجانب السوري يملك الدولة”، مردفةً أن المنع “عرقلة للجهود الكبيرة التي تبذلها المعارضة السورية مدعومة من قبل إخوانها وأشقائها وأصدقائها لإقامة منطقة آمنة تستطيع الحكومة من خلالها تقديم خدماتها للمواطنين الكرام”.
ووفقًا للبيان فقد أصيبت الحكومة بـ “الصدمة”، ودعت إلى “توحيد الجيش الحر وإنشاء مؤسسة عسكرية وطنية مركزية تحت إمرة القيادة السياسية بما يحقق تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة”.
كما أصدرت إدارة معبر باب السلامة من الجانب السوري في اليوم ذاته بيانًا، أفادت فيه أن سبب منع الوفد من الدخول جاء “نظرًا لعدم اتباع الإجراءات الرسمية من قبل الحكومة المؤقتة وغياب التنسيق معها وحفاظًا على سلامتهم العامة”.
خطوة دخول رئيس الحكومة وعدد من وزارئه إلى الداخل السوري تعتبر الأولى من نوعها، منذ تولي أحمد طعمة الرئاسة قبل نحو عامين من الآن.
ويدير المعبر من الجانب السوري عناصر من فصيل الجبهة الشامية، فيما لا يزال المعبر مغلقًا بأمر من الحكومة التركية أمام السوريين الراغبين بالدخول إلى بلادهم، إلا أنها تسمح عادة بدخولهم لزيارة أقاربهم في الأعياد.