حذّر المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ديفيد بيزلي، من التدابير “القاسية” التي يضطر الأهالي إلى اتخاذها بسبب الجوع والفقر في سوريا.
وقابل بيزلي، خلال زيارة استغرقت ثلاثة أيام إلى سوريا، عائلات في حلب مستفيدة من مساعدات البرنامج الغذائية، منها سيدة أخبرته بأنه “يجب عليها اتخاذ قرارات صعبة، مثل تحديد أي من أطفالها سيأكل على أساس من هو الأكثر ضعفًا ومرضًا، أو مَن منهم سينزلق إلى سوء التغذية الحاد إذا لم يتم إطعامه”.
وقال المسؤول الأممي، في بيان صادر الجمعة 12 من تشرين الثاني، إن وضع السيدة ليس فريدًا من نوعه في البلاد التي تعاني من “مزيج قاتل من الصراع وتغيّر المناخ، وجائحة (كوفيد- 19) وارتفاع تكاليف الغذاء والوقود”.
وأضاف أن الصراع والتغيّر المناخي وجائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، والآن تكلفة المعيشة، تدفع الناس إلى ما وراء قدرتهم على التحمل.
وبحسب ما ورد في بيان بيزلي، فإن الأمهات في سوريا “عالقات بين المطرقة والسندان، فإما أن يطعمن أطفالهن، ويتركوهم يتجمدون من البرد، وإما أن يبقوهم دافئين ولكن بلا طعام” مع الشتاء المقبل، إذ لا يمكنهن تحمل تكلفة الوقود والطعام معًا.
وحذّر بيزلي من الانتظار أكثر لمساعدة من هم بحاجة، إذ “أظهر التاريخ لنا أننا إذا لم نساعد الناس قبل أن يصبحوا معدَمين، فسوف يتخذون تدابير قاسية وسنشهد هجرة جماعية”، بحسب تعبيره.
وتابع، “مساعدة الناس أينما كانوا أقل تكلفة من القيام بذلك بعد أن فروا من منازلهم وأصبحوا لاجئين في أماكن أخرى، نحن بحاجة إلى الموارد لنكون قادرين على إنقاذ الأرواح وتحقيق الاستقرار”.
ويوفر برنامج الأغذية العالمي المساعدات الغذائية لأكثر من خمسة ملايين شخص في جميع أنحاء سوريا كل شهر، لكن الوكالة تواجه “قيودًا شديدة في التمويل، واضطرت مؤخرًا إلى تقليل حجم الحصة الغذائية الشهرية التي تتلقاها العائلات”، بحسب البيان.
وبحسب معلومات لبرنامج الأغذية العالمي أرفقها في البيان، يعاني الآن حوالي 12.4 مليون شخص (ما يقرب من 60% من السكان) من انعدام الأمن الغذائي، ولا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية، وهذا أعلى رقم سُجل في تاريخ سوريا بزيادة نسبتها 57% عن عام 2019.
وارتفع سعر سلة الأغذية الأساسية أكثر من الضعف، مقارنة بعام 2020 فقط، و”أصبح الآن بعيدًا عن متناول ملايين العائلات”.
كما تؤثر الانخفاضات القياسية في كل من مستويات هطول الأمطار ومستوى نهر “الفرات” على 3.4 مليون شخص، إذ سجلت المحافظات المنتجة للقمح والشعير خسائر كبيرة.
–