رد “المجلس العلمي الفقهي” التابع لوزارة الأوقاف بحكومة النظام السوري، على تفسير لسورة من القرآن (سورة التين) تبناه مفتي سوريا، أحمد بدر الدين حسون، قبل أيام.
واعتبر “المجلس” في بيان له، الخميس 11 من تشرين الثاني، أن التفسير مغلوط وتحريف للتفسير الصحيح، لجأ قائله، دون أن تسمّيه، إلى “خلط التفسير بحسب أهوائه ومصالحه البشرية”.
وأوضح البيان أن تفسير المفتي حسون لسورة “التين”، هو “كلام ضيق، لا ينطلق من دراية بقواعد تفسير القرآن الكريم، بل إنه إقحام للدين في إطار إقليمي ضيق”، مشيرًا إلى أن التفسير بهذا المفهوم الضيق بعد عن المقصد الإنساني الذي أراده الله في هذه السورة.
وأشار المجلس في بيانه إلى أن منهج “المتطرفين والتكفيريين يعتمد على تحريف تفسير آيات القرآن لأغراض شخصية، لتنسجم مع أهدافهم التكفيرية”.
وكان مفتي النظام السوري قال في كلمة ألقاها خلال مراسم عزاء الفنان السوري صباح فخري، إن “خريطة سوريا مذكورة في القرآن” في سورة “التين”.
وأضاف حسون في حديثه، أن ذكر شجرتي “التين والزيتون” ضمن الآية، دلالة على “خلق الإنسان في سوريا في أحسن تقويم”، معتبرًا أن من ترك البلاد سيلقى عقابًا من الله، مستشهدًا على توصيفه بالآية “ثم رددناه أسفل سافلين”.
وجاء رد “المجلس العلمي الفقهي” التابع لوزارة الأوقاف على تفسير هذه الآية، بأن المقصود في الآية ليس إنسانًا مخصوصًا بعينه في زمان ومكان معينين، مشيرًا إلى أن “الإنسان يحط من مرتبته القويمة إلى أسفل سافلين، عندما يخالف أوامر الله ويعرض عنها، وهذه حال تصيب كل إنسان في كل مكان وزمان، ولا علاقة لها ببلاد الشام أو غيرها من المسميات القطرية التي تتغير من زمان لآخر”.
https://www.youtube.com/watch?v=bAuTevAuq40
ودائمًا ما يحمل ظهور مفتي النظام في المناسبات المختلفة رسائل للداخل والخارج، مستغلًا مثل هذه المناسبات للتأكيد على محاربة النظام السوري لـ”الإرهاب”، واتهام معارضيه بالخيانة والارتهان والتبعية للخارج.
وأثار بيان “المجلس”، اليوم، تساؤلات حول سبب رده على تصريحات حسون، على الرغم من أن للمفتي تصريحات عديدة سابقة حاول فيها توظيف موقفه السياسي المؤيد للنظام، لم يسبق للوزارة أن ردت عليها.
وبدأ “المجلس الفقهي” عقد أول اجتماعاته التحضيرية في 20 من تشرين الثاني 2019، بحضور رجال دين وعلماء من مختلف المذاهب الدينية، بعد أن شُكل وفقًا للمادة الخامسة من القانون رقم 31 للعام 2018 الخاص بوزارة الأوقاف.
ولفت وزير الأوقاف، خلال الاجتماع التحضيري الأول، إلى أن الهدف من “المجلس العلمي الفقهي” هو “ترسيخ مفاهيم الوحدة الوطنية، والأخذ بيد أبناء الوطن على اختلافهم وتنوعهم لمواجهة فكر أعداء الأمة الصهاينة والمتطرفين التكفيريين وأتباع الإسلام السياسي”، بحسب ما نقلته صحيفة “البعث” الحكومية.
–