أصدرت محكمة الجنايات في مدينة كاين غربي فرنسا حكمها الغيابي بالسجن 15 عامًا على الكاهن اللبناني منصور لبكي (81 عامًا)، بعد إدانته بتهم اغتصاب أطفال والاعتداء عليهم جنسيًا.
وصدر الحكم غيابيًا، الثلاثاء 9 من تشرين الثاني، بسبب عدم حضور الكاهن لبكي هذه المحاكمة، كونه يقيم في دير تابع لرهبنة لبنانية، ورفض السلطات اللبنانية تسليمه، على الرغم من صدور مذكرة توقيف دولية بحقه عام 2016، وفق ما نشرته “فرانس 24”.
وبموجب الحكم الصادر بحق الكاهن لبكي، سيسجّل اسمه في قائمة مرتكبي الجرائم الجنسية.
ويسمى العنف الجنسي في القانون بالجرائم الجنسية، وتقع هذه الجريمة عندما يقوم شخص ما بممارسة سلوك جنسي تجاه شخص آخر دون رغبته.
و”لم يتوقف (لبكي) أبدًا عن تشويه سمعة المدعيات، وذهب إلى حد اتهامهن بالجنون”، وفق ما قاله المدعي العام باسكال شو الذي طلب عقوبة السجن 15 عامًا للمتهم.
وأضاف المدعي العام أن الكاهن “مارس أيضًا ضغوطًا، مباشرة أو غير مباشرة، على بعض الضحايا أو عائلاتهم”، بحسب ما نشرته “فرانس 24”.
وفي عام 2012، أدان القضاء الكنسي في الفاتيكان الكاهن منصور لبكي بالتهم نفسها، وفي 2013 تقدّم عدد من ضحاياه بشكوى أمام القضاء الفرنسي، إلا أن العديد من الاتهامات التي ساقها هؤلاء ضد الكاهن والتي تعود وقائعها إلى تسعينيات القرن الماضي، سقطت بالتقادم.
وأسس لبكي وأدار بين 1991 و1998 مركزًا لاستضافة أطفال لبنانيين أيتام بسبب حرب لبنان الأهلية في الإقليم الفرنسي كالفادوس بالقرب من إقليم كاين، واتُّهم الكاهن بأنه استغل جنسيًا عددًا من الفتيات في المركز، واعتدى عليهن في تلك الفترة.
اقرأ أيضًا: كيف يتصرف الوالدان عند حدوث التحرش الجنسي بالأطفال
جرائم جنسية أخرى
وفي تشرين الأول الماضي، قال جان مارك سوفيه، وهو رئيس لجنة مستقلة، تحقق في انتهاكات جنسية بالكنيسة الكاثوليكية في فرنسا، إن 216 ألف طفل تعرضوا لاعتداءات جنسية من قبل القساوسة ورجال الدين منذ عام 1950.
وأضاف سوفيه أن اللجنة اكتشفت أدلة على أن ما بين 2900 و3200 قسيس أو عضو في الكنيسة اقترفوا اعتداءات جنسية، من إجمالي 115 ألف كاهن ورجل دين، “على أقل تقدير”.
وبحسب تقرير اللجنة، التي تتألف من 22 عضوًا، فإن 80٪ من ضحايا الكنيسة كانوا من الذكور، بينما وجد التقرير أن 75٪ من إجمالي الضحايا كانوا من الإناث.
اقرأ أيضًا: الانجذاب الجنسي للأطفال.. ماذا نعرف عن البيدوفيليا
وقال البابا فرنسيس تعليقًا على التقرير، إنه يشعر “بالخجل”، معتبرًا أنها “لحظة عار”.
وأضاف، “أعرب عن حزني وألمي للضحايا على الصدمات التي عانوا منها، وعن خجلي وخجلنا جميعًا لعدم قدرة الكنيسة لفترة طويلة على وضع هذه المشكلة في محور اهتماماتها”.
وحالات الاعتداء الجنسي والتحرش ضد الأطفال في تزايد بمعدل 68 حالة في اليوم بعموم البلاد منذ مطلع العام الحالي، وفق ما قاله تقرير خاص نشره راديو “RTL” الفرنسي، بحسب البلاغات الواردة إلى مخافر الشرطة.
وتسبب حظر التجول والإغلاق التام خلال انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) في انخفاض عدد الجرائم العام الماضي، لكن الإحصائيات الصادرة عن وزارة الداخلية الفرنسية أظهرت زيادة في العنف الجنسي.
–