أعلن المسؤول العلمي في رابطة “اختصاصيي التخدير وتدبير الألم” في سوريا، الطبيب فواز هلال، أن مشفيي “الزهراوي” و “التوليد الجامعي” في العاصمة دمشق، لا يتواجد فيها أي طبيب مختص بالتخدير.
وأضاف هلال، في حديثه لتلفزيون “الخبر” المحلي، الثلاثاء 9 من تشرين الثاني، أن فنيي التخدير في هذه المشافي هم من يقومون بتخدير المرضى “هذا العمل الحساس جدًا”، على مسؤوليتهم الخاصة دون أي حماية لهم في حال وقوع أخطاء في عملية التخدير.
واعتبر هلال، أن مشكلة النقص الحاصلة في أطباء التخدير وصلت إلى “مستشفيات مركزية” في العاصمة، ولم تعد تقتصر على بعض المناطق النائية، على عكس ما يصور البعض بقصد التخفيف من حجم المشكلة.
وأوضح الطبيب فواز هلال، أن أصحاب القرار في سوريا بالصورة الحقيقية لحجم المشكلة، دون اتخاذهم أي إجراءات قد تحد من تفاقهما.
وأشار هلال، إلى أن أعداد أخصائي التخدير تشهد تدهورًا سريعًا، إذ يسافر حوالي أربعة أطباء منهم شهريًا إلى الخارج، فضلًا عن انعدام الأطباء ذوي الفئة العمرية الشابة في هذا الاختصاص، لافتًا إلى أن معظم أخصائي التخدير اليوم في سوريا هم من ذويي الأعمار المتقدمة.
وفي 5 من أيلول الماضي، تحدثت رئيسة رابطة “أطباء التخدير وتدبير الألم” في سوريا، زبيدة شموط، عن وصول أعداد أطباء التخدير تحت سن الـ30 عامًا إلى أربعة أطباء فقط في عموم المحافظات التي يسيطر عليها النظام.
وقالت شموط، إنه بعد هجرة كل الخريجين الجدد، وعدد أطباء التخدير “الصادم” الموجود، “دخلنا دائرة الخطر”، مشيرة إلى غياب كامل لوجود طبيب تخدير في عدد من المحافظات كالرقة و إدلب، بالإضافة إلى وجود خجول في المحافظات الأخرى، بحسب حديثها إلى صحيفة “البعث” الحكومية.
ووفقًا لرئيسة أطباء التخدير، لا يتجاوز عدد أطباء التخدير الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و40 عامًا الـ65 طبيبًا، بينما تصل أعداد الأطباء الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و50 عامًا إلى حوالي 300 طبيب، وقرابة 300 طبيب آخرين تجاوزت أعمارهم الـ50 عامًا، ووصل معظمهم إلى سن التقاعد.
وأشارت شموط إلى أن أعداد الأطباء في معظم المحافظات تتراوح بين خمسة و15 طبيبًا كحد أقصى، عدا محافظة دمشق التي وصل عدد أطباء التخدير فيها إلى 150 طبيبًا.
وحذرت شموط من آثار الهجرة المتزايدة للخريجين الجدد على الواقع الطبي والنقص الحاصل في غرف العمليات التي يصل عددها إلى 1116 غرفة في عموم المحافظات الواقعة تحت سيطرة النظام، موضحة أن النقابة طلبت لقاء وزير الصحة، لمحاولة إيجاد الحلول والبدائل، إلا أنها لم تلقَ أي تجاوب، بل “تعاملت الوزارة باستهتار ومزاجية”.
ويعتبر طبيب التخدير شخصًا أساسيًا في غرفة العمليات الجراحية، إذ تتمثل وظيفته بإبقاء المرضى على قيد الحياة في أثناء الإجراء الجراحي من خلال التحكم بمستوى وعي المريض (التنويم) والاستجابة للألم (التسكين) وتوتر العضلات (الاسترخاء).