عنب بلدي – ريف إدلب
بعد أن ترك وظيفته في 2011، لم يجد زكوان الحسين (50 عامًا) من أهلي قرية صراريف غربي إدلب، ما يعمل به سوى تربية المواشي.
يمتلك زكوان ثلاثة رؤوس من الأبقار، ويشكو قلة دعمها بالأعلاف والرعاية الصحية، ويقول إن أهالي قريته والعديد النازحين فيها، يربون الأبقار، لكنهم لا يجدون المراعي اللازمة لتغذيتها، رغم أن إدلب محافظة زراعية.
وبالرغم من انخفاض سعر الحليب مقارنة بأسعار الأعلاف، يستمر كيس العلف بالتصاعد واللقاحات بالغلاء، بينما لا يجد المربين دعمًا من المنظمات الإنسانية أو تلك المختصة بدعم الثروة الحيوانية والزراعية، ما يهدد استقرار واستمرار عملهم.
يملك محمود الحسن (31 عامًا) من قرية صراريف أربعة رؤوس من الأبقار، إلا أنه “لا يوجد أي دعم للثروة الحيوانية في الوقت الحالي، إذ توقف الدعم من قبل منظمة (IHR) منذ أيار الماضي المقتصر على أدوية ولقاح من دون أعلاف”، وفق ما قاله لعنب بلدي.
وفي الوقت الذي يغيب فيه الدعم يه عن الأعلاف يصل سعر الطن إلى 370 دولارًا، وهو رقم لا يتناسب مع سعر كيلوغرام الحليب الذي لا يتجاوز ثلاث ليرات تركية داخل القرى (35 سنتًا)، أما داخل المدينة فيصل سعر حليب البقر إلى أربع ليرات تركية، في الوقت الذي لا توجد فيه أي رقابة على أسعار حليب البقر.
ويبلغ عدد الأبقار في قرية صراريف 50 رأسًا، ويعاني مربو الأبقار في القرى التابعة لشعبة محمبل عامة، وقرية صراريف خاصة، من غلاء في أسعار التبن والعلف، إذ بلغ سعر كيس العلف 20 دولارًا وسعر كيلوغرام التبن بالمتوسط ثلاث ليرات تركية (35 سنتًا).
وتستهلك البقرة الواحدة من ثمانية إلى عشرة كيلوغرامات من العلف في اليوم، ومن ستة إلى سبعة كيلوغرامات تبن في اليوم.
وتشمل طلبات مربي الأبقار تأمين دعم للعلف وتخفيض سعره، حتى لو بنصف الكمية، وتأمين دعم للتبن وتخفيض سعره، وتأمين دعم للدواء اللازم للعلاج في حالة المرض.
كما أن احتياجات الأبقار للأدوية مكلفة بالنسبة لطاقة المربين الاقتصادية، فمرض الالتهاب الأبيض تكلفة علاجه 30 ليرة تركية، ويقابله السعر نفسه لعلاج الالتهاب الزيتي وعلاج التهاب الضرع، بينما تكلفة أحجار الملح 12 ليرة تركية (1.30 دولار) للحجر لواحد، إذ تستهلك البقرة الواحدة حجرًا كل شهر من أجل تسمين البقر، وكلفة المراهم لعلاج الاسهال لدى العجول ثماني ليرات.
فارق كبير
مدير زراعة إدلب في حكومة “الإنقاذ” تمام الحمود قال لعنب بلدي، إن الفارق بين سعر كيلو العلف وكيلو الحليب هو ليرة تركية واحدة، ونتيجة لذلك، تقدر الخسارة يوميًا بـ25 ليرة تركية للبقرة الواحدة بسبب هذا الفارق العالي.
إذ “تحلب البقرة باليوم بقيمة 25 ليرة تركية، وتكلفة الخلطة العلفية 50 ليرة تركية، وبالتالي نجد أن تكلفة أكل البقرة الواحدة باليوم 50 ليرة تركية، فيجب أن تُحلب البقرة 25 كيلوغرام حتى تسد تكاليف الأكل فقط، ولا يوجد أبقار تحلب هذه الكمية إلا القليل منها”، وفق ما قاله مدير زراعة إدلب.
ونوه الحمود إلى أن أغلب مربي الأبقار بدؤوا ببيعها جراء الخسارة التي يتكبدونها، وتوجد أخطار واضحة من اندثار تربية الأبقار في مناطق الشمال السوري، وحصول خسائر كبيرة في الثروة الحيوانية.
وتقدر الخسائر بـ 100دولار شهريًا للبقرة الواحدة، وفق الحمود، كما يعاني المربون من انخفاض سعر لحم العجل الذي بلغ 20 ليرة تركية، إذ توجد خسارة كبيرة سببها ارتفاع تكاليف تربية العجل مقارنة بسعر كيلوغرام اللحم.
ودون تقديم المساعدات لقطاع الزراعة، بشقيه النباتي والحيواني، تزداد حالة الأمن الغذائي في سوريا سوءًا، بسبب فقدان سوريا بالفعل نصف ثروتها الحيوانية، وفق تقرير منظمة “الفاو” الصادر في كانون الثاني 2016، والخاص بالوضع في سوريا.