مكبّات عشوائية للنفايات تكدّر عيش الأهالي وتهدد صحتهم في السويداء
يعاني سكان مدينة السويداء جنوبي سوريا انتشار أكوام القمامة المرمية على جوانب طرق وحارات المدينة، حيث تنبعث منها روائح كريهة، ما يثير حالة استياء بين الأهالي.
ويشتكي طلبة المدارس، رائحة القمامة المنتشرة في جوار مدارسهم، ما يتسبب بفقد تركيزهم أثناء الحصص الدراسية، بحسب ما قاله طلاب في استطلاع أجرته عنب بلدي في المدينة.
عامر (13 عامًا) طالب في المرحلة الإعدادية، يذهب كل صباح إلى مدرسته فيجد في استقباله أكوام القمامة قرب باب المدرسة، فضلًا عن الرائحة الكريهة المنبعثة منها، الأمر الذي يدفعه للرغبة بالعودة إلى المنزل، على حد تعبيره.
وقالت الأستاذة بالإرشاد النفسي في أحد مدارس مدينة السويداء سعاد العبدالله، إن انتشار أكوام القمامة أمام المدارس تترك أثرًا سلبيًا على الطلاب.
وتابعت العبدالله، أن الطالب يفقد تركيزه أثناء حصته الدراسية، حيث تنتشر رائحة القمامة بين الصفوف المدرسة، ما ينعكس على تحصيله العلمي.
البلديات هي المسؤولة
أما أسعد (30 عامًا) وهو أحد أبناء المدينة، لم يحمّل مسؤولية انتشار القمامة في منطقته لعمال النظافة، إذ تقع المسؤولية بحسب قوله لعنب بلدي، على مجلس المدينة والبلديات.
وبحسب موقع “السويداء 24” فإن الطريق الفرعي على امتداد طريق الكوم، والذي يبعد عن فندق “كلاسيكال” بحوالي 200 متر باتجاه جنوب المدينة، يشهد تراكمًا غير موصوف للقمامة هناك.
كما رصدت عنب بلدي عشرات الأكوام والتجمعات من القمامة، في عموم مدينة السويداء، حيث بات يطلق الأهالي على بعض حارات المدينة اسم “المكب”، بالإضافة إلى تحول بعض القرى والبلدات في ريف المحافظة إلى مناطق لرمي النفايات، بعد أن كانت مقصدًا للأهالي للاستجمام في أوقات العطل.
انتشار القمامة وتفاعلها يستبب بانبعاث غازات وروائح كريهة، وتلوث البيئة، ما يخلف أمراضًا، الأمر الذي دفع بالعشرات من الأهالي لتقديم شكاوى للبلديات في السويداء، التي أرجعت بدورها السبب إلى نقص مخصصات المازوت، وعدم كفايتها لتشغيل سيارات القمامة، بحسب ما قاله ماهر لعنب بلدي، وهو من قرية مصاد الملاصقة لمدينة السويداء من الجهة الجنوبية الشرقية.
وبالإضافة إلى الرائحة الكريهة المنبعثة من القمامة، يواجه سكان السويداء معاناة أخرى، وهي حرق القمامة في بعض الحارات السكنية بعد غياب دور البلديات ومجلس المدينة، وذلك للحد من انتشار الحشرات الناقلة للأمراض والأوبئة.
مبادرات لحل المشكلة
خوف ذوي طلبة المدارس في المحافظة على صحة أبنائهم جراء الروائح، دفعهم لتبني مبادرات شعبية لإزالة الأكوام المجاورة لمدراسهم، وفق ما ذكره رسلان الجرماني لعنب بلدي، حيث بادر مع مجموعة من ذوي الطلبة، بجمع مبلغ من المال وشراء المواد اللازمة لإزالة القمامة، ليقوم فريق تطوعي بتجميل مكانها بأحواض مزروعة بالزهور على نفقة الأهالي.
وبحسب ما قاله المهندس الزراعي عماد السعدي لعنب بلدي، فإن السويداء تخلو من مصانع لتدوير القمامة، على الرغم من فوائدها في حماية الموارد الطبيعية، والتخلص من النفايات، وتوفير فرص عمل جديدة.
وتشغل القمامة مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في المدينة، بدلًا من استصلاح تلك الأراضي واستثمارها.
وتكمن خطورة النفايات أيضًا عند اقترانها بالمياه، فتتسرب لتلوث المياه الجوفية، وفق ما نوّه إليه المهندس الزراعي، بالإضافة إلى أنها تعتبر مزرعة لتكاثر الفئران والصراصير والذباب الجالبة للأمراض.
وأكد أحد الأطباء في السويداء لعنب بلدي (الذي تحفظ عن ذكر اسمه لأسباب أمنية)، أن انتشار أكوام القمامة بين منازل الأهالي ينتج عنه أمراض معدية ينقلها البعوض بين الأشخاص، كما تتسبب القمامة والنفايات بتلوث وتسمم المياه، الأمر الذي يعود بالضرر على العديد من أصناف الكائنات الحية، كالحيوانات والنباتات التي يمكن أن يتسبب شربها لهذه المياه بتسممها وقتلها.
وتؤثر النفايات أيضًا على جودة التربة، وفق ما قاله الطبيب، إذ يمكن أن يؤدي تراكم القمامة إلى امتصاص التربة للسموم، وإتلاف النباتات والمحاصيل المزروعة.
وتهدد مكبات النفايات العشوائية بانتشار الحشرات المسببة للأمراض، ومن أبرزها الملاريا، بالإضافة إلى الحصبة واللشمانيا “حبة حلب”، والإسهال الدموي الحاد، وحمى التيفوئيد، والتهاب الكبد الناجم عن المياه الآسنة المكشوفة، والأمراض التنفسية مثل تحسس الأنف، والربو، والتهاب الحنجرة والقصبات.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :