نقلت مئات الشاحنات التي تحمل النفط من الآبار في منطقة القامشلي القريبة من الحدود السورية العراقية، ودخلت إلى الأراضي العراقية.
وأفرغت هذه القافلة من الشاحنات، والتي تمتد لعدة كيلومترات حمولتها داخل الأراضي العراقية، بحسب رصد أشخاص سوريين لهذه القافلة بواسطة طائرات استطلاع، وفق ما نشره موقع “Rusvesna” (الربيع الروسي)، يوم أمس السبت 6 من تشرين الثاني.
وفي وقت سابق رصدت طائرات الاستطلاع السورية، قافلة أخرى تتألف من 40 شاحنة، دخلت من الأراضي العراقية باتجاه الأراضي السورية، وكانت تحمل أسلحة أمريكية لوحدات “قوات سوريا الديمقراطية”(قسد).
وتعبر قوافل الناقلات بانتظام الحدود السورية العراقية عبر معبر الوليد الحدودي.
وتسيطر “قسد”، منذ نحو تسع سنوات، على منابع النفط في محافظتي الحسكة ودير الزور بدعم من القوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة.
ويباع النفط عبر وسطاء محليين إلى ثلاث جهات رئيسة، هي النظام عبر شركة “القاطرجي”، ومناطق المعارضة عبر شركتي “الروضة” و”الحزواني”، بالإضافة إلى ما تستهلكه السوق المحلية، وبعض الكميات التي تهرب إلى شمالي العراق.
وكانت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” قدّرت في تقرير لها صادر في أيلول 2019، أن الحقول النفطية الخاضعة لسيطرة “قسد” تنتج ما يقارب 14 ألف برميل يوميًا.
وأشارت دراسة سابقة، نُشرت في 21 من كانون الثاني 2020، للباحث سنان حتاحت، إلى أن أرقام الإنتاج النفطي من حقول شمال شرقي سوريا غير مؤكدة بسبب غياب الشفافية المتعمد، ومستوى السرية المرتفع الذي تفرضه “الإدارة الذاتية”، كما أن المعلومات الرسمية حول كيفية إنفاق عائدات النفط غير متوفرة.
وفي 30 من تموز 2020، وقّع قائد “قسد”، مظلوم عبدي، اتفاقية مع شركة نفط أمريكية من أجل تحديث آبار النفط التي تسيطر عليها القوات بدعم الولايات المتحدة الأمريكية في شمال شرقي سوريا.
“القوات الأمريكية لم تعد مسؤولة عن حماية آبار النفط في سوريا”
نقلت صحيفة “POLITICO” الأمريكية، في 27 من تموز الماضي، عن أحد كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن 900 جندي أمريكي سيبقون في سوريا لتقديم الدعم والمشورة لـ”قسد” في حربها ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، مشيرًا إلى أن الوجود الأمريكي في سوريا اقتصر على دعم “قسد” في الحرب ضد التنظيم.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أعلنت، في 8 من شباط الماضي، أن المهام الملقاة على عاتق قواتها الموجودة في سوريا محصورة بمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، وأنها لم تعد مسؤولة عن حماية آبار النفط.
وفي عام 2020، أمر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بسحب القوات الأمريكية من الحدود الشمالية بالقرب من تركيا كجزء من مخطط لسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا.
لكن تحت ضغط وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، وافق ترامب لاحقًا على إبقاء القوات الأمريكية في الشرق لمواصلة العمل مع “قسد”، وحماية حقول النفط من القوى الموجودة هناك.