“أطباء هذه الأيام صاروا مثل السماسرة يعملون لزيادة رصيدهم المالي”، قال أكرم (61 عامًا) من سكان حي ميسلون بمدينة حلب، معترضًا على التسعيرات المختلفة للمعيانات الطبية التي يفرضها أطباء عاملون في حلب خاصة أنها غير مفروضة من نقابة الأطباء أو مديرية الصحة في المدينة.
اعتبر أكرم أن رفع التعرفة الطبية أمر غير مقبول وغير إنساني، خاصة بعد أن كانت عشرة آلاف ليرة سورية، بحسب ما قاله لعنب بلدي.
ولا يستطيع الرجل الستيني الجدال مع الأطباء حول التسعيرة، ولو قام بذلك فلن يستفيد، وتغيير الطبيب المختص الذي يزور عيادته دائمًا بسبب رفعه التسعيرة ليس أمرًا محبّذًا بالنسبة له، لأن الطبيب يعرف آلامه وأدويته ويراقب حالته الصحية باستمرار، بحسب ما أضافه.
الأطباء يحددون تعرفة كشفيتهم
رفع عدد من الأطباء العاملين ضمن أحياء حلب الغربية ووسط المدينة تسعيرة المعاينة الطبية إلى نحو 30 ألف ليرة، عقب أنباء عن نية نقابة الأطباء رفع التسعيرة إلى 45 ألف ليرة سورية، ما أثار حالة من الاستياء عند المدنيين.
ووصلت تعرفة أطباء القلبية والجراحة العامة في حي الفرقان بالمدينة إلى نحو 40 ألف ليرة سورية، الأمر الذي تسبب بحالة من الغضب نتيجة سوء الأوضاع المعيشية مع ارتفاع أسعار الأدوية وتدني قيمة الرواتب.
طبيب قلبية يعمل في حي الشهباء (تحفظت عنب بلدي على ذكر اسمه) قال لعنب بلدي، إن بعض الأطباء الذين لجؤوا إلى رفع تسعيرة المعاينة خلال هذه الفترة اضطروا لذلك لأن لديهم عدد من العيادات الخارجية في مناطق متفرقة بحلب، ويخصصون ثلاث ساعات للعمل في كل منطقة.
وأضاف الطبيب أنه يعمل في ثلاث عيادات في ثلاث مناطق مختلفة (الجميلية، السريان، الموكامبو)، تختلف المعاينات فيها بحسب هذه المناطق، خاصة أن جميعها مستأجرة ويتوجب عليه دفع إيجارها شهريًا.
ووضع الطبيب خطة لتعرفة المعاينة في كل عيادة، وتبلغ التعرفة في عيادة الموكامبو على سبيل المثال 35 ألف ليرة سورية، وفق ما أوضحه.
وأشار الطبيب إلى أن الأطباء الجدد يفرضون أيضًا تسعيرة على المرضى حتى في الأحياء الشرقية من المدينة والتي تُعتبر أحياء فقيرة، وصلت إلى نحو 25 ألف ليرة، والمرضى مضطرون إلى الدفع لأنهم لا يمتلكون خيارات أخرى مع عدم تقديم المستشفيات الحكومية لخدمات مجانية.
ويجري ذلك على الرغم من مطالبة نقابة الأطباء بدراسة وضع تعرفة معاينة ملائمة، لكنها اكتفت بنقاش الموضوع خلال الاجتماعات، بحسب الطبيب.
لا رفع رسمي للتعرفة
ونفى عضو نقابة الأطباء في سوريا زاهر بطل في تصريحات لتلفزيون “الخبر” المحلي في 30 من تشرين الأول الماضي، ما تم تداوله عن نية نقابة الأطباء رفع تعرفة المعاينة إلى 45 ألف ليرة سورية.
وقال إن هذه التسعيرة “لا تعبر عن رأي النقابة وكانت مجرد رأي لأحد الأطباء فقط، طرحها كمثال لمقارنة أجور المعاينات حاليًا وفي السابق”.
وتوقع بطل صدور تسعيرة جديدة قريبًا من وزارة الصحة “تراعي وضع المواطن والطبيب معًا”.
وأضاف أنه عندما تصدر التسعيرة مناسبة، فالنقابة ستلتزم بمراقبة الكشف الطبي وضبطه في جميع المحافظات، أما بالنسبة للأطباء العاملين في المشافي الخاصة أو في عياداتهم فتكون لهم تسعيرة معينة تختلف باختلاف المناطق والمحافظات أيضًا.
وأشار إلى أن آخر تسعيرة للكشف الطبي كانت 700 ليرة أصدرتها وزارة الصحة عام 2004، وكانت “عادلة” للأطباء والمرضى في ذلك الوقت، لكن الآن وبعد التضخم لم تعد هذه التسعيرة منطقية.
وتشهد مناطق سيطرة النظام السوري أوضاعًا معيشية واقتصادية صعبة مع ارتفاع المستوى العام للأسعار وتدني قيمة الرواتب والأجور وانخفاض القدرة الشرائية للمواطنين، في ظل عدم قدرة حكومة النظام على اتخاذ إجراءات فعّالة لتحسين واقع المواطنين.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في حلب صابر الحلبي