في لقاء عابر وعلى شرف المصادفة، يلتقي ثيبولت بشابة حسناء اسمها روز، لكن اللقاء يمتد ليشكّل الفتيل الذي سيجري الفيلم الفرنسي “FRIENDZONE” على إثره، وتبنى عليه القصة بأسرها.
يناقش الفيلم فكرة من وحي الواقع المعاش لدى شريحة واسعة من جيل الشباب، وهي تعريف العلاقة البشرية بين شاب يحمل شعورًا وعاطفة إعجاب وحب تجاه شابة لا ترى به أبعد من صديق.
الفيلم يصوّر الصداقة في هذه الحالة باعتبارها فخًا، ومصيدة يتجنبها الشاب العاشق حين تأتيه من شخص لا ينشد منه هذا النوع من المشاعر بالتحديد.
على شاطئ البحر يلتقى الممرض ثيبولت بشابة تعمل في تصميم ملابس الأطفال، ويتبادلان الأرقام، ثم اللقاءات التي تأخذ منحى مختلفًا بالنسبة للشاب عن المنحى الذي تراه الشابة، فكل منهما يعتقد أنه اكتسب شخصًا مقربًا، لكن بتعريف ومسمى مختلف، فثيبولت يرى في روز حبيبة موعودة، والشابة ترى فيه صديقًا مقربًا.
وعلى شفى لحظة من إذعان الشاب للصداقة التي لا يمكنها أن تنمو دون أن تدفن حبًا منشودًا، وشيئًا من آمال الممرض المسكين، يبرز دور صديقات ثيبولت الثلاث، اللواتي يشكّلن ما يشبه خلية أزمة لإيصال صديقهن إلى مرماه العاطفي.
وتقوم خطة الصديقات على إخراج أو تحرير الشاب من منطقة الصداقة التي أطّرته بها الحبيبة الموعودة، فتقدم كل منهن، وفق طريقة تفكيرها وأسلوب فهمها للحياة، نصائح أو قواعد لثيبولت، للتغيير من مظهره وبنيته الجسدية، بالتماشي مع تغيير أسلوب تعامله مع روز، والخروج من إطار ما هو متوقع بالنسبة للفتاة، للنجاة من فخ الروتين الذي تهرب منه الأنثى عادة برأيهن.
يحمل الفيلم أفكارًا عاطفية يقدمها ضمن إطار كوميدي، فباسم الحب يمكن للإنسان أن يتغير ويتكبد عناء إعادة بلورة شخصيته، حتى لو كان هذا التغيير من الخارج فقط، إلى جانب الإصرار وسعة الحيلة التي يحملها الشخص، في سبيل نيل الرضا العاطفي من جمهور عاطفته المستهدف.
لكن أسلوب عرض الفكرة الغني أيضًا بالتشويق يترك للقدر والظروف مجالًا للتعبير عن نفسها، والعاشق يحارب للوصول إلى حب جزئي غير متفق على مسماه ومعناه بين المرسل والمستقبل، أي بين ثيبولت وروز التي يسعى لتبادل هذا الحب معها، لا حبسه أو توجيهه ضمن مسار واحد لا يحقق تغذية عاطفية راجعة، ما يعني بالضرورة موتًا سريريًا لهذا الحب، وهذا ما لا ينشده أو يرضاه ثيبولت، الذي يسعى لتتويج قصته بنهاية تحمل توقيعه لا توقيع صديقاته.
صدر الفيلم في أيلول الماضي من إنتاج “نتفليكس”، وهو من تأليف ستانيسلاس كاريدي مالبرج، وتشارلز فان تيجام، وتشارك في بطولة العمل كل من ميكايل لوميير، وإيفا دانينو، ومانون عزام، وفاديلي كامارا، وكونستانس أرنول، كما حصل الفيلم على تقييم 5.9 من أصل 10، عبر موقع “IMDb”، لنقد وتقييم الأعمال الدرامية والسينمائية.
ويشكّل الفيلم الفرنسي التجربة الإخراجية الأولى للمخرج التلفزيوني البلجيكي، تشارلز فان تيجام، في الأفلام السينمائية الطويلة.
–