فرضية لعملية عسكرية معقّدة في تل رفعت.. ماذا يقول المحللون؟

  • 2021/11/04
  • 12:42 م

حركة نزوح لمدنيين باتجاه تل رفعت بالتزامن مع عملية غصن الزيتون العسكرية التركية شمالي سوريا- 18 آذار 2018 (AFP)

على الرغم من أن أنظار السوريين تتجه إلى مدينة تل رفعت كهدف عسكري محتمل للعملية العسكرية التركية المرتقبة في سوريا، إلا أن العديد من الاحتمالات تجعل منها أبعد الأهداف التركية في سوريا.

الرئيس التركي، رجب طيب أردوعان، قال في مناسبات عدة إن مدينة تل رفعت تشكل منطلقًا لأعمال “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، والتي يصفها بالإرهابية، إلا أن وجود نقاط عسكرية روسية وأخرى إيرانية في المنطقة، تضعف من احتمالية استهدافها بعملية عسكرية.

وتعتبر القاعدة الروسية في ريف حلب الشمالي “مطار منغ العسكري”، أحد أول العوائق التي قد تواجه أي عملية عسكرية محتملة في المنطقة، كما تتمركز إيران في منطقتي نبّل والزهراء شمالي حلب، ما يجعل العمل العسكري من الجهة الغربية لمدينة تل رفعت مسألة معقدة منذ بدايتها.

قاعدة “منغ” الروسية.. أول العوائق

أحد أبرز النقاط التي تجعل احتمالية المعركة التركية في تل رفعت صعبة التنفيذ هو وجود قاعدة روسية رئيسية في مطار “منغ” العسكري، والذي يقع بين مناطق النفوذ التركية ومدينة تل رفعت التي تسيطر عليها “قسد”.

كما أن تل رفعت تعتبر الطريق الوحيد المؤدي إلى المطار من جهة المدينة المعزولة عن امتداد مناطق نفوذ “قسد” شرقي نهر الفرات وبعض المساحات غربه.

وعن إمكانية تجاوز القاعدة الروسية في مطار “منغ” قال المحلل العسكري، العميد عبد الله الأسعد، إنه وفق العلم العسكري فإنه حتى ولو تجاوزت القوات التركية وقوات “الجيش الوطني السوري” المطار دون صدام مع الروس، وتمكنوا من السيطرة على مدينة تل رفعت، فإن المطار لن يحظى بمساحة حماية أمنية محيطه به وهو ما لن تقبل به روسيا.

وأضاف الأسعد، أن فرض نوع من الحصار على القاعدة الروسية قد يبقيها عرضة للاستهداف، أو يضعها تحت رحمة الفصائل العسكرية المدعومة من تركيا في المنطقة.

من جهته يعتقد الباحث والمحلل الاستراتيجي، مروان فرزات، أنه يمكن للقوات التركية وقوات “الجيش الوطني” الالتفاف حول القاعدة الروسية في مطار “منغ” العسكري، عبر إطلاق عمل عسكري من محوري مارع وأخترين شرقي تل رفعت، بالتالي سيكون من السهل عزل المطار عن تل رفعت، الأمر سيعزل القاعدة الروسية عن بقية مناطق نفوذ حلفائه من النظام و”قسد” في الشمال السوري.

ولم يتوقع فرزات إطلاق أي عمل عسكري من الجهة الشمالية لتل رفعت، والتي ستصطدم بقاعدة “منغ” الروسية قبل وصولها إلى تل رفعت، باستثناء منطقة مرعناز الفاصلة بين مناطق نفوذ “الجيش الوطني” و”قسد” التي يمكن أن تتقدم لها القوات السورية (الجيش الوطني) والتركية، نظرًا لاستراتيجية المنطقة التي تعتبر نقطة إطلاق الصواريخ من قبل “قسد” باتجاه مناطق النفوذ التركي، بحسب فرزات.

كما أن منطقة مرعناز ترصد الطريق الواصل بين عفرين وأعزاز ناريًا، وبالتحديد الحاجز العسكري المعروف باسم حاجز “الجط”، ما يجعل من السيطرة عليها هدفًا استراتيجيًا لتأمين عمق مناطق نفوذ “الجيش الوطني”.

وفي تشرين الأول عام 2017، سلمت “قسد” مطار “منغ” العسكري إلى الروس، ليصبح قاعدة تمركز عسكرية للقوات الروسية شمالي حلب.

وقالت قناة ”الميادين“ اللبنانية المقربة من النظام حينها، إن الأعلام الروسية رفعت في مطار “منغ” العسكري، لافتةً إلى أنّ الموضوع عبارة عن ”تسليم“، وذلك منعًا لتقدم الأتراك في المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية شمالي حلب.

نبّل والزهراء وإيران

أثبتت المعارك الضارية التي دارت خلال السنوات القليلة الماضية في محيط بلدتي نبّل والزهراء اللتين تقطنهما أغلبية موالية لإيران بحكم الانتماء المذهبي، استماتة إيران في حماية البلدتين، إذ حاولت فصائل المعارضة لمرات عديدة التقدم باتجاههما، لكن الفشل كان مصير هذه المحاولات، رغم أن البلدتين بقيتا شبه محاصرتين لأكثر من ثلاث سنوات، حتى فكت قوات النظام الحصار عنها عام 2016 بدعم روسي وإيراني.

ما يجعل من فرضية التقدم التركي باتجاه المنطقتين تتعثر بالمصالح الإيرانية في المنطقة، والتي شهدت مسبقًا حشودًا عسكرية لميليشيات إيران في محيطها تحسبًا لعمليات عسكرية محتملة، بحسب المحلل العسكري عبدالله الأسعد.

وأضاف الأسعد أن إيران نشرت مقاتلين من ميليشياتها في محيط المنطقتين، حتى إنها وصلت في بعض الأحيان إلى نشر مقاتلين داخل مناطق نفوذ “قسد” لتأمين طوق عسكري لحماية المنطقتين من عمليات محتملة.

لكن المحلل الاستراتيجي مروان فرزات، توقع أن لا تشهد المنطقة الغربية من تل رفعت أي أعمال عسكرية تركية، في محاولة من تركيا لمراعاة المصلحة الإيرانية في المنطقة، إذ تعتبر مدينة عفرين نقطة تمركز مهمة لـ”الجيش الوطني” شمالي تل رفعت.

ومن المرجح أن تتقدم قوات النظام والميليشيات الإيرانية إلى مناطق دير جمال، الزيارة، العقيبة، لتأمين طوق ناري يحمي مناطق قوات النظام كما تؤمن نقطة انسحاب لقوات “قسد” من تل رفعت تمهيدًا لنقلهم إلى شرقي الفرات.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا