هل أعطت أمريكا الضوء الأخضر لبدء عملية تركية في سوريا
تغيب التصريحات الرسمية حول الموقف الأمريكي من العملية العسكرية التركية المرتقبة ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في سوريا، والتي تصاعد الحديث عنها في وسائل الإعلام، مع تزايد التهديدات التركية بشأنها، كون الولايات المتحدة حليفة القوات الكردية شمال شرقي سوريا.
واليوم، الثلاثاء 2 من تشرين الثاني، سُئل المتحدث باسم “البنتاغون”، جون كيربي، خلال مؤتمر صحفي له عن التنسيق الأمريكي مع روسيا في سوريا بشأن العملية التركية ضد “قسد”، وموقف الولايات المتحدة منها بعد تقرير وكالة “سبوتنيك” الذي تحدث عن قرب العملية العسكرية.
وأجاب كيربي بأن “هناك الكثير من التكهنات حول العمليات العسكرية، وهي خارجة عن سيطرتنا هنا في البنتاغون، لذلك، ليس لدي أي شيء في هذه التقارير، وحتى لو فعلنا ذلك، فأنا أشك في أننا سنستخدم هذه المنصة للتحدث على وجه التحديد عما قد يفعله أو لا يفعله جيش دولة أخرى من الناحية التشغيلية”.
ووجه حديثه للصحفي الذي توجه إليه بالسؤال بالقول، “بالنسبة لما قد يفعله الأتراك أو لا يفعلونه، أقترح عليك التحدث مع الناس في أنقرة حول ذلك”.
وأضاف أن أعضاء “قسد” هم شركاء الولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا.
وأشار إلى أن بلاده “تأخذ هذه الشراكة على محمل الجد، وتواصل العمل معهم، على وجه التحديد بشأن تهديد (داعش) في سوريا”، وتوقع أن يستمر هذا النوع من التعاون وتلك العمليات.
من جانبه، قال المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، جيمس جيفري، لقناة “الحرة“، الاثنين 1 من تشرين الثاني، إنه متأكد من أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حذّر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من أي عملية في شمال شرقي سوريا.
وأضاف أن بايدن لم يعطِ نظيره التركي أي ضوء أخضر للتصرف في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتخلى عن شراكتها مع “ٌقسد” كونها “فعالة جدًا” ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ولفت إلى أن بلاده ستعارض “بقوة” أي تحركات تركية شمال شرقي سوريا، مشيرًا إلى أن روسيا ستعارض هذه التحركات أيضًا، لوجود قوات لها في المنطقة.
وكان الرئيس التركي، شدد على أن بلاده ستفعل ما يلزم لمكافحة حزب “العمال الكردستاني” و”مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) و”وحدات حماية الشعب” (الكردية)، مشيرًا إلى أن تركيا مستعدة لإطلاق عملية دون تردد ضد التنظيمات خارج الحدود عندما يجب القيام بذلك، وذلك في تصريحات صحفية نقلتها وكالة “الأناضول” التركية أمس.
وفي بيان صادر عن البيت الأبيض، في 31 من تشرين الأول الماضي، أعلن بايدن عن رغبته في الحفاظ على علاقات بنّاءة، وتوسيع مجالات التعاون وإدارة الخلافات بين البلدين بشكل فعال.
وفي اليوم نفسه، أعرب أردوغان عن أسف بلاده حيال الدعم الأمريكي لـ”قسد” التي تعتبرها أنقرة امتدادًا لحزب “العمال الكردستاني” خلال لقائه بنظيره الأمريكي، جو بايدن، في العاصمة الإيطالية روما، على هامش قمة “مجموعة العشرين”،
وتوقع أردوغان أن المسار المقبل المتعلق بتزويد واشنطن ما وصفها بـ”التنظيمات الإرهابية” في سوريا بالسلاح، لن يستمر على هذا النحو، واصفًا الدعم الأمريكي لـ”الإرهابيين” بأنه خطوة تزعزع العلاقات التركية مع الولايات المتحدة.
وكانت وكالة “رويترز“ نقلت، في 30 من تشرين الأول الماضي، عن مسؤول أمريكي قوله، إن بايدن سيحذر أردوغان، خلال اجتماع لهما في روما (عُقد الأحد الماضي)، من أن أي “إجراءات متهورة” لن تفيد العلاقات الأمريكية- التركية، وأنه يجب تجنب الأزمات.
وفي 8 من تشرين الأول الماضي، نقل موقع “Defense One” المتخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية، عن المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية، القائدة البحرية جيسيكا مكنولتي، قولها إن الولايات المتحدة ستبقي 900 عسكري من قواتها في سوريا للعمل مع “قسد”، لمهمة هزيمة تنظيم “الدولة”.
اقرأ أيضًا: أين تقف موسكو وواشنطن من العملية التركية المرتقبة في سوريا
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :