أين تقف موسكو وواشنطن من العملية التركية المرتقبة في سوريا

جنود أتراك يمشون معًا أثناء دورية مشتركة بين الولايات المتحدة وتركيا بالقرب من تل أبيض - 8 من أيلول 2019 (رويترز)

camera iconجنود أتراك يمشون معًا أثناء دورية مشتركة بين الولايات المتحدة وتركيا بالقرب من تل أبيض - 8 من أيلول 2019 (رويترز)

tag icon ع ع ع

مع ازدياد وتيرة التهديدات التركية بشنّ عملية عسكرية ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في سوريا، تحدثت وسائل إعلام روسية عن فرض تركيا سيطرتها في المنطقة الشرقية خلال ساعات، بينما تلتزم الولايات المتحدة الأمريكية الصمت إزاء هذه العملية.

واليوم، الاثنين 1 من تشرين الثاني، شدّد أردوغان على أن بلاده ستفعل ما يلزم لمكافحة حزب “العمال الكردستاني” و”مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) و”وحدات حماية الشعب” (الكردية)، مشيرًا إلى أن تركيا مستعدة لإطلاق عملية دون تردد ضد التنظيمات خارج الحدود عندما يجب القيام بذلك، في تصريحات صحفية نقلتها وكالة “الأناضول” التركية.

ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن الناطق باسم “المصالحة الوطنية السورية”، عمر رحمون، الأحد 31 من تشرين الأول، توقعاته تكرار سيناريو سيطرة تركيا على منطقة عفرين، في المنطقة الشرقية عبر “قسد”، وتقدم تركيا لفرض سيطرتها خلال الساعات المقبلة.

ونقلت وكالة “تاس” الروسية، في 29 من تشرين الأول الماضي، عن صحيفة “الشرق الأوسط” تقريرها الذي يتحدث عن استعداد القوات التركية لمهاجمة مواقع كردية في أربع مناطق شمالي سوريا.

وبينما تتحدث وسائل الإعلام الروسية عن العملية التركية المرتقبة، تغيب تصريحات المسؤولين الروس، ويبرز إلى الواجهة تقارب روسي- كردي، مع هبوط طائرة عسكرية روسية في مطار “القامشلي” الخاضع لسيطرة النظام السوري، وتصريحات للرجل الثاني في حزب “العمال الكردستاني”، جميل بايك، حول علاقة “الإدارة الذاتية” بموسكو، وسماح “قسد” بمرور دورية عسكرية روسية من مناطق سيطرتها.

وعلى الرغم من أن الملف السوري كان على طاولة النقاش بين الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ونظيره التركي، على هامش قمة “مجموعة العشرين”، لم يتطرق أي من الرئيسين إلى العملية التركية في سوريا، ولم يصدر تصريح أمريكي بهذا الخصوص.

وحول الترويج الروسي للعملية العسكرية التركية، قال الصحفي السوري فراس علاوي في حديث إلى عنب بلدي، إن روسيا مستفيدة من الضغط على “قسد”، وليس العملية العسكرية ضدها، وهو سيؤدي إلى أحد احتمالين، الأول ذهاب “قسد” بشكل كلي باتجاه النظام وروسيا، وبالتالي دخول آمن وسريع للروس إلى مناطق سيطرتها من دون تقديم أي تنازلات، وهذه فائدة لروسيا.

والثاني، عدم قبول “قسد” بدخول روسيا، وبالتالي دخول تركي للمنطقة، وهذا سيؤدي إلى فتح مناطق تماس جديدة مع تركيا تسبب لاحقًا احتكاكًا روسيًا- تركيًا في المنطقة، يمهّد لجولات جديدة قد يحصل منها الروس على ما يريدونه كما حدث في أرياف حماة وإدلب وغيرها، وفي كلتا الحالتين العملية من مصلحة روسيا.

وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية حتى اللحظة لم تتخلَّ عن “قسد” على الأقل من الناحية الإعلامية، إذ لم تُعطِ ضوءًا أخضر للأتراك للقيام بعملية عسكرية ولم توافق عليها.

ويرى الصحفي أن أمريكا متمسكة حتى اللحظة بما توصلت إليه مع الروس بما سُمي اتفاق “أورفا”، الذي حدد مناطق التدخل التركي حينها قُبيل عملية “نبع السلام”، أما روسيا فهي مستفيدة إن حدثت المعركة أم لم تحدث، إما من تقارب مع “قسد” وإما من خلال سيطرة الأتراك على المنطقة الذي يفتح بابًا جديدًا للمفاوضات المباشرة معهم.

ولا يتوقع علاوي حدوث عملية تركية واسعة النطاق، إذ ربما تشهد المنطقة عمليات تركية “خاطفة وسريعة” في مناطق معيّنة لوقت محدود، وبتأثيرات أقل من سابقتيها (نبع السلام، درع الفرات)، لأسباب كثيرة تتعلق بعدم وجود تفاهمات سياسية حول العملية العسكرية، وعدم القبول الأمريكي لها وتوتر العلاقات الأمريكية- التركية، وحالة الاقتصاد التركية الموجودة، بحسب ما قاله في وقت سابق لعنب بلدي.

وأعرب أردوغان عن أسف بلاده حيال الدعم الأمريكي لـ”قسد” التي تعتبرها أنقرة امتدادًا لحزب “العمال الكردستاني”، معتبرًا أن المسار المقبل المتعلق بتزويد واشنطن ما وصفها بـ”التنظيمات الإرهابية” في سوريا بالسلاح، لن يستمر على هذا النحو.

وفي بيان صادر عن البيت الأبيض أمس، الأحد، أعلن بايدن عن رغبته في الحفاظ على علاقات بنّاءة، وتوسيع مجالات التعاون وإدارة الخلافات بين البلدين بشكل فعال.

وكانت وكالة “رويترز“ نقلت، في 30 من تشرين الأول الماضي، عن مسؤول أمريكي قوله، إن بايدن سيحذر أردوغان، خلال اجتماع لهما في روما (عُقد أمس الأحد)، من أن أي “إجراءات متهورة” لن تفيد العلاقات الأمريكية- التركية، وأنه يجب تجنب الأزمات.

اقرأ أيضًا: ثلاثة مؤشرات على تقارب روسي- كردي جديد

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة