تفاجأ سائقو سيارات شحن البضائع في حلب بانتشار دوريات تابعة لمديرية الجمارك في عدد من الطرقات الرئيسة بمدينة حلب، وعلى الطرق الفرعية المؤدية إلى أرياف المحافظة، ما سبّب حالة من الغضب والاستياء من قبل التجار والصناعيين الذين اعتبروا أن هدف هذه الدوريات التضييق عليهم لا أكثر.
وقال مراسل عنب بلدي في مدينة حلب، إن دوريات الجمارك انتشرت اليوم، الاثنين 1 من تشرين الثاني، منذ ساعات الصباح الأولى في شوارع المدينة الرئيسة على غير عادتها، ما تسبب بحالة من الاستياء من تجار المدينة الذين ينقلون بضائعهم دون حيازة فواتير أو كشوفات، الأمر الذي أدى إلى مصادرة البضائع.
تُحوّل هذه السيارات إلى مديرية الجمارك و”المكتب السري”، حيث يجري العمل على إجراءات الحجز ومصادرة البضائع، وبعدها تُحوّل إلى مستودعات الحجز.
صاحب معمل لصناعة الألبسة في منطقة الشيخ نجار الصناعية بحلب (44 عامًا)، قال لعنب بلدي، إن استمرار التضييق من قبل الجمارك وخاصة في حلب، هو من أجل ضرب الاقتصاد وإيقاف عجلة دوران العمل في المدينة.
وتوقع صاحب المعمل، الذي تحفظ على اسمه لدواعٍ أمنيّة، أن يتوقف عدد كبير من الصناعيين وأصحاب المعامل عن العمل نتيجة لهذا التضييق.
ويسهم أصحاب هذه المعامل والتجار في حلب بتأمين فرص عمل للشباب، بحسب صاحب المعمل، الذي اعتبر أن من غير المنطقي التضييق على التجار في المحافظة، الذين يضطرون إلى شراء قماش ومعدات الخياطة وقطع لآلات المعامل الخاصة بهم من مصادر مجهولة، لأنها غالبًا ما تكون غير متوفرة في سوريا، أو سعرها أقل من أسعار البضائع الوطنية، الأمر الذي يعرضها للمصادرة.
وقال أحد سائقي سيارات توزيع البضائع في حلب لعنب بلدي، إنه لا يوجد سبب مقنع لانتشار دوريات الجمارك سوى أنهم ينوون فرض مبالغ على السيارات المحملة بالبضائع، ومضايقة التجار والصناعيين.
وأضاف السائق، الذي تحفظ على اسمه لدواعٍ أمنيّة، أن هذه الدوريات ستسبب العديد من المشكلات للتجار والصناعيين، خاصة أنهم يتوقفون عن العمل إذا استمرت الجمارك و”المكتب السري” بهذه المضايقات المستمرة.
وكانت مديرية الجمارك و”المكتب السري” نفذا عشرات الحملات التي استهدفت مستودعات ومصانع في عدد من المناطق الصناعية بحلب ومحيطها خلال الأعوام القليلة الأخيرة، الأمر الذي تسبب بمصادرة بضائع وإغلاق مستودعات يملكها تجار وصناعيون، في حين أغلق بعض التجار والصناعيين أماكن عملهم في المحافظة وبعضهم غادر المحافظة، بحسب ما رصده مراسل عنب بلدي في حلب آنذاك.
وكانت “غرفة التجارة والصناعة” في محافظة حلب منعت دخول أي عنصر من الدورية الجمركية إلى أي محل أو مستودع في أسواق حلب إلا بحضور مندوب “غرفة التجارة” المختص مع تقديمه تقريرًا “حياديًا”، خلال اتفاق مع مديرية الجمارك العامة في سوريا، وذلك بعد انتقادات واسعة أعقبت حملة مصادرة بضائع من أسواق حلب مطلع العام الحالي.
–