حذرت مديرة الطوارئ الطبية في “منظمة أطباء بلا حدود” (MSF)، كريستال فان ليوين، من وقوع المزيد من الوفيات على الحدود البولندية مع بيلاروسيا.
وقالت فان ليوين، إنه يجب على المنظمات غير الحكومية الوصول بشكل عاجل إلى منطقة عسكرية آمنة على الجانب البولندي، ويجب احترام مطالبات المهاجرين بالحماية الدولية، بحسب تصريحات نقلتها صحيفة “الجارديان” البريطانية اليوم، الأحد 31 من تشرين الأول.
وأضافت فان ليوين، التي عادت مؤخرًا من تقييم استمر أسبوعًا مع مجموعات محلية، “يُعامل الناس مثل الأسلحة، من الصعب تصديق حدوث هذا النوع من الأزمات في الاتحاد الأوروبي”.
وأشارت إلى أنها التقت بمجموعة من 13 امرأة ورجلًا وطفلًا خارج منطقة الاستبعاد، كانوا يتلقون المساعدة من قبل رجل محلي أحضرهم إلى منزله داخل المنطقة للحصول على الطعام والدفء ، ثم قادهم إلى الخارج للقاء المنظمات غير الحكومية.
وبعد أن أكد عمال الإغاثة المحليون أن المجموعة تريد المطالبة بالحماية الدولية في بولندا، وفهموا أنهم يخاطرون بإعادتهم إلى بيلاروسيا، وقع اللاجئون على توكيلات قانونية وتم تصويرهم بالفيديو وهم يطلبون الحماية.
ووزع عمال الإغاثة الطعام والشراب والملابس الدافئة، عندها تم استدعاء حرس الحدود، ليصل اثنين منهم “هادئين ومحترفين”، ثم جاءت بعد ذلك سيارة ثانية تحمل حراسًا مسلحين يرتدون أقنعة، تليها شاحنة عسكرية كبيرة ذات مقاعد في الخلف وغطاء من القماش المشمع.
ورفض الحراس الإفصاح عن المكان الذي سيتم نقل المجموعة إليه، بحسب فان ليون، ولم يصل الـ13 لاجئًا إلى أقرب مركز معالجة، إذ بعد ساعات، تلقت المنظمة غير الحكومية البولندية مقاطع فيديو تُظهر موقعهم على الجانب البيلاروسي من الحدود.
ولفتت إلى أن الأمر انتهى باللاجئين عبر سياج الأسلاك الشائكة، على الرغم من اعتقادهم أنهم أصبحوا بأمان أخيرًا.
ووصفت فان ليوين موقفهم بأنه يائس، مشيرة إلى أن المنظمات غير الحكومية كانت على دراية فقط بالوضع خارج منطقة الحظر البالغ طولها ثلاثة كيلومترات، وليس لديها فكرة عن الوضع في الداخل، حيث يُسمح فقط لسيارات الإسعاف وحرس الحدود والمقيمين البولنديين، بالدخول.
وأوضحت أن البرد هو أكبر مصدر للقلق الجسدي، ونقص الغذاء والماء، ويعاني العديد من اللاجئين أيضًا من مشكلات صحية عقلية كبيرة بعد قضاء عدة أسابيع في نقلهم ذهابًا وإيابًا عبر الحدود.
وتوفي ثمانية أشخاص على الأقل في الوقت الذي حاول فيه آلاف اللاجئين، معظمهم من العراق وإيران وسوريا، العبور من بيلاروسيا في الأسابيع الأخيرة، لكنهم وجدوا أنفسهم محاصرين في منطقة حدودية كثيفة الأشجار دون طعام أو مأوى من درجات حرارة تحت الصفر، بحسب “الجارديان”.
وبيّنت الصحيفة أنه يُمنع جميع غير المقيمين بمن فيهم الصحفيون وعمال الإغاثة والمراقبون الأجانب بموجب حالة الطوارئ التي أعلنتها وارسو من دخول قطاع بعمق ثلاثة كيلومترات على طول الحدود.
وأرسلت بولندا هذا الأسبوع 2500 جندي إضافي إلى المنطقة، مما رفع عدد الجنود الذين يساعدون حرس الحدود في منع محاولات العبور إلى عشرة آلاف جندي، بعد عدة حوادث حاولت فيها مجموعات من 60 أو 70 شخصًا هدم سياج حدودي من الأسلاك الشائكة.
ووافق المشرّعون البولنديون على إقامة جدار مناهض للمهاجرين على الحدود مع بيلاروسيا، في محاولة لوقف تدفقهم المتزايد.
وأعلن المشرّعون البولنديون، الجمعة، عن اعتزام بناء حاجز بقيمة 402 مليون دولار، بشكل عاجل، في خطة لصد المهاجرين لا تزال تحتاج إلى موافقة الرئيس البولندي، أندريه دودا.
وكانت الحكومة البولندية أقامت سياجًا من الأسلاك الشائكة على الحدود، وأرسلت آلافًا من حرس الحدود والشرطة، لكن هذه الإجراءات فشلت في وقف تدفق المهاجرين.
ويتهم الأوروبيون الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشنكو، بتشجيع ومساعدة المهاجرين على السعي لدخول الاتحاد الأوروبي عبر حدودهم مع بيلاروسيا، ردًا على العقوبات الاقتصادية التي فرضها الاتحاد على نظامه.
وكان لوكاشينكو قال، نهاية أيار الماضي، إن بلاده لن تمنع الراغبين بالوصول إلى الاتحاد الأوروبي من عبور حدودها، كرد فعل على تشديد الغرب العقوبات المفروضة عليها.
وأعلنت لجنة حرس الحدود الحكومية في بيلاروسيا، اليوم، أنه تم العثور على جثة مواطن عراقي على الحدود مع بولندا، عبر قناتها في “تلجرام”.