منها أزمة تدفق اللاجئين السوريين..
ميركل تتحدث عن أصعب التحديات التي واجهتها خلال مشوارها السياسي
وصفت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، أزمة اللجوء عام 2015 وجائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) بأنهما من أصعب التحديات التي واجهتها خلال توليها منصب المستشارية على مدى 16 عامًا.
وفي مقابلة أجرتها معها صحيفة، “فرانكفورتر ألغماينه زونتاغس تسايتونغ” الألمانية، السبت 30 من تشرين الأول، قالت ميركل، “كانت جائحة كورونا تبدو أصعب تحدٍّ بالنسبة لي. وكان من الصعب جدًا أيضًا التغلب على وصول العدد الكبير من اللاجئين في عام 2015”.
وبيّنت أن الحديث في كلتا الحالتين كان يدور عن حياة الناس، فاتخاذ القرارات التي ستؤثر على عدد كبير من الناس يمكن أن يكون مرهقًا ومبهجًا، بحسب تعبيرها.
وأضافت أنها ستظل تذكر عام 2015 عندما وصل إلى ألمانيا نحو 890 ألف لاجئ، على أنه كان يمثل لها تحديًا كبيرًا.
وقالت بهذا الصدد إن “الموقف كان ملحًّا بالنسبة لي آنذاك، لأنني كنت مثل كل الآخرين أدرك أنه ليس من الممكن أن يصل إلى ألمانيا عشرة آلاف لاجئ يوميًا بشكل دائم، بل إنه كان لابد من إيجاد طرق قادرة على تحمل الأعباء فعليًا، سواء بالنسبة لطالبي اللجوء أو بالنسبة لبلادنا”.
وأشارت إلى أنها لهذا السبب فكرت في وقت مبكر للغاية بإبرام اتفاق مع تركيا حتى يمكن إيواء اللاجئين، وبصفة خاصة القادمين من سوريا، هناك وتقديم الرعاية لهم، لكنها استدركت بالقول، “غير أنني كنت بحاجة إلى بعض الوقت لهذا الأمر”.
ولفتت ميركل إلى أنها كانت تدرك دائمًا خلال هذه الفترة أنها مسؤولة سياسيًا عن كل شيء يحدث بوصفها مستشارة ألمانيا، “سواء كان ذلك بالنسبة للساعات الجيدة عندما تم الترحيب باللاجئين بحفاوة أو بالنسبة للساعات المظلمة، كما حدث في منطقة دومبلاته المحيطة بكاتدرائية كولونيا ليلة رأس السنة حيث وقعت أحداث وحشية شارك فيها لاجئون وآخرون يعيشون هنا منذ فترة طويلة”.
واعتبرت ميركل أن اتفاقية اللاجئين المبرمة مع تركيا نجحت وأنها لا تزال جيدة بالنسبة للطرفين، إذ إنها “أسهمت كثيرًا في وضع المزيد من النظام لحركة الهجرة، وساعدت تركيا على رعاية ملايين اللاجئين السوريين هناك بشكل كريم إنسانيًا، كما أنها أحبطت الأعمال الشريرة للمهربين على مدار سنوات”.
وحول ما إذا كانت هناك مواضيع في السابق يمكن أن تأخذ قرارات أخرى بشأنها، ردت ميركل بالنفي لكنها استدركت بالقول، “بالطبع هناك أشياء أندم عليها، على سبيل المثال عدد من النواحي الخاصة بمكافحة انبعاثات الكربون”.
ومتطلعة إلى الأيام المقبلة التي ستلي فترة انشغالها بمهام المنصب، قالت ميركل، “الآن سأنظر في أن يتبع ذلك بعض الأشياء التي لم تسنح لي كمستشارة إلا قليلًا جدًا، ربما كان ذلك السفر أو القراءة أو ربما ببساطة أن يكون لدي وقت فراغ لا أضع في حسابي خلاله أن طارئًا جذريًا يمكن أن يعاود الحدوث في العشرين دقيقة المقبلة”.
وفي كانون الأول 2020، أعلنت ميركل خلال كلمة متلفزة عدم ترشحها بالانتخابات المقبلة.
وقادت ميركل ألمانيا والاتحاد الأوروبي خلال أزمات عدة، منها الأزمة المالية في عام 2008، وأزمة الديون اليونانية في العام التالي، وأزمة اللاجئين عام 2015.
وأدت سياسة اللجوء التي اتبعتها ميركل إلى جدل واسع في ألمانيا، وأطلق عليها بعضهم “ماما ميركل”، بحسب “DW“.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :