عثرت الشرطة الألمانية قرب الحدود مع بولندا على جثة شاب عراقي داخل شاحنة كانت تقل 30 مهاجرًا غير شرعي، في الوقت الذي تعتزم فيه الحكومة البولندية بناء جدار لتحصين الحدود مع بيلاروسيا من تدفق مزيد من المهاجرين.
وقالت الشرطة الألمانية، الجمعة 29 من تشرين الأول، إنها عثرت على جثة عراقي يبلغ من العمر 32 عامًا، ضمن مجموعة من 30 شخصًا خارج بلدة شويبستال في ولاية ساكسونيا شرقي البلاد، تم تهريبهم عبر الحدود البولندية في شاحنة.
وأشارت الشرطة إلى أن الشاب كان قد توفي قبل ساعات من عثور الشرطة على المجموعة، لافتة إلى أن سائق الشاحنة البالغ من العمر 48 عامًا ينحدر من أصول تركية، وقد هرب من المكان لكنه أوقف لاحقًا.
وكانت الشرطة تلقت بلاغًا بشأن عملية تهريب محتملة للبشر، لتعثر عند وصولها إلى المكان على نحو 30 شخصًا كانوا قد نزلوا للتو من شاحنة.
ومؤخرًا، تعرض كثير من المهاجرين للاعتقال على يد الشرطة الألمانية، أغلبيتهم سوريون وعراقيون، كانوا قد وصلوا إلى بيلاروسيا، ثم عبروا إلى بولندا قبل التوجه إلى ألمانيا أملًا في تقديم طلبات لجوء هناك.
كما توفي بعض المهاجرين، بسبب ما تعرضوا له من إرهاق شديد بالقرب من حدود بولندا مع بيلاروسيا، التي تمتد لمسافة تزيد على أربعمئة كيلومتر عبر الغابات والمستنقعات وعلى طول نهر “بوج”.
وشهدت ألمانيا ارتفاعًا في عدد المهاجرين الذين دخلوا البلاد عبر طريق الهجرة الجديد في بيلاروسيا مرورًا ببولندا، وأحصت السلطات الألمانية دخول ما يزيد على ستة آلاف و100 مهاجر غير شرعي، معظمهم من الشرق الأوسط، منذ مطلع العام الحالي.
وقالت الحكومة الألمانية، إن بلادها من بين الدول التي تتعامل مع تدفق المهاجرين من طرق عبور غير قانونية، لا سيما في ظل تفعيل مسارات جديدة.
وينحدر هؤلاء المهاجرون بالدرجة الأولى من سوريا والعراق واليمن وإيران، وفقًا لسجلات الشرطة الألمانية.
سياج عاجل لتحصين الحدود
في الأثناء، وافق المشرّعون البولنديون على إقامة جدار مناهض للمهاجرين على الحدود مع بيلاروسيا، في محاولة لوقف تدفقهم المتزايد.
وأعلن المشرّعون البولنديون أمس، الجمعة، عن اعتزام بناء حاجز بقيمة 402 مليون دولار، بشكل عاجل، في خطة لصد المهاجرين لا تزال تحتاج إلى موافقة الرئيس البولندي، أندريه دودا.
وكانت الحكومة البولندية أقامت سياجًا من الأسلاك الشائكة على الحدود، وأرسلت آلافًا من حرس الحدود والشرطة، لكن هذه الإجراءات فشلت في وقف تدفق المهاجرين.
ويتهم الأوروبيون الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشنكو، بتشجيع ومساعدة المهاجرين على السعي لدخول الاتحاد الأوروبي عبر حدودهم مع بيلاروسيا، ردًا على العقوبات الاقتصادية التي فرضها الاتحاد على نظامه.
وكان لوكاشينكو قال، نهاية أيار الماضي، إن بلاده لن تمنع الراغبين بالوصول إلى الاتحاد الأوروبي من عبور حدودها، كرد فعل على تشديد الغرب العقوبات المفروضة عليها.
أسباب الخلاف الأوروبي مع بيلاروسيا
أغلق الاتحاد الأوروبي مجاله الجوي ومطاراته أمام شركات الطيران البيلاروسية بعد أن جرى تحويل رحلة بين دولتين من دول الاتحاد قسرًا، في 23 من أيار الماضي، إلى مينسك عاصمة بيلاروسيا لاعتقال الصحفي المعارض رومان بروتاسيفيتش.
وقرر الاتحاد فرض عقوبات على أفراد بيلاروسيين ضالعين في الهبوط القسري لرحلة الطيران بين أثينا وفيلنيوس، وهو ما وصفه بعض القادة بأنه “اختطاف نفذته دولة”.
وقالت وسائل إعلام بيلاروسية، إن طائرة MIG– 29″” رافقت الطائرة إلى مينسك بسبب الخوف من وجود قنبلة، لكن لم يُعثَر على متفجرات.
وفرض أيضًا، في 24 من حزيران الماضي، عقوبات على قطاعات اقتصادية في بيلاروسيا، ردًا على ما وصفه بـ”تصاعد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان”.
–