قال المدير الطبي السابق لمستشفى “ابن سينا” للأمراض العقلية والنفسية، و عضو الرابطة العالمية للطب النفسي، الطبيب راغد هارون، إن عدد الأطباء النفسيين المتواجدين في المستشفى خلال خدمته لم يتجاوز اثنين فقط، في ظل نقص مستمر في أعداد أطباء هذا الاختصاص.
وأوضح هارون، خلال حديثه إلى إذاعة “ميلودي اف ام” المحلية، الأربعاء 27 من تشرين الأول، أن مستشفى “ابن سينا” تحتاج لـ 50 إلى 60 طبيبًا نفسيًا، إلا أن هذا العدد من الأطباء غير موجود في سوريا أساسًا.
وأشار هارون إلى عدم وجود إقبال طلاب الطب البشري على اختصاص الطب النفسي، موضحًا أن هذا النقص في عدد الأطباء قد يستمر لأجل غير مسمى، مشيرًا إلى وجود إهمال للمخاطر التي قد يتعرض لها الطبيب النفسي خاصة القانونية نتيجة الحالات الخاصة التي يعانيها المرضى النفسيين.
وأضاف الطبيب راغد هارون، أن مستشفى “ابن سينا” تصلح لأن تكون من “أكبر” التجمعات العلمية لإجراء البحوث فيها، ولكنها على الصعيد العملي اليوم تعتبر بأدنى الدرجات نتيجة عدم الاهتمام بها من مسؤولين في وزارات معينة والخدمات السيئة الموجودة فيها، على حد قوله.
ووفقًا للمدير الطبي للسابق للمستشفى، الطبيب فإن النفسي في سوريا “مستعدًا للعمل في معطعم فلافل”، لكنه غير مستعد للعمل في مستشفى “ابن سينا”، لأنها لا تجلب إلا “الخراب والهلاك” للطبيب.
وبحسب أخر إحصائية لعدد الأطباء النفسيين في مناطق سيطرة النظام في 2018، قال مدير “الصحة النفسية” في وزارة الصحة، رمضان محفوري، إن عدد الأطباء النفسيين في سوريا لا يتجاوز 73 طبيبًا نفسيًا فقط.
ويعاني الواقع الطبي “فقرًا شديدًا” باختصاصات أطباء التخدير والأشعة، ونقصًا في الأطباء والممرضين وسوء توزيعهم، بحسب تصريحات لوزير الصحة، حسن غباش نقلتها صحيفة “الثورة”.
وفي 25 من تشرين الثاني 2020، قال نقيب الأطباء السوريين في مقابلة عبر قناة “سما” الفضائية، إن الأطباء يهاجرون إلى الصومال بسبب وجود فرص عمل أفضل.
ووصل عدد الأطباء من مختلف الاختصاصات في مناطق سيطرة النظام إلى 20 ألف طبيب، بحسب ما أعلنه نقيب الأطباء السوريين، كمال عامر، في شباط الماضي.