قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن عودة النظام السوري إلى مقعده في الجامعة يتطلب توافقًا عربيًا، لافتًا إلى أن عددًا من الدول تؤيد ذلك، بينما دول أخرى يغضبها ما حل بسوريا من قتل وتشريد.
وفي لقاء مع قناة “صدى البلد“، الأربعاء 27 من تشرين الأول، قال أبو الغيط، إن “بعض الدول العربية تنفتح بشكل هادئ على سوريا، لكن لم أرصد طلبًا رسميًا أو غير رسمي بشأن بدء عودة دمشق للمقعد”.
وأشار أبو الغيط إلى أن دول العراق والأردن والجزائر لديها رغبة في عودة النظام السوري إلى الجامعة، معتبرًا أن ذلك يشكل بداية زخم، بحسب تعبيره.
وأضاف أن النظام السوري قد يعود خلال القمة المقبلة، المقرر عقدها بالجزائر في آذار 2022، لكن بشرط حدوث توافق عربي على مشروع القرار.
وحول موقف النظام السوري حيال الموضوع، قال أبو الغيط، “نرصد رد الفعل السوري عن بعد، ونرى أنه قد يرحب بالعودة”.
في الوقت نفسه حمّل الأمين العام لجامعة الدول العربية النظام السوري المسؤولية عما حلّ بسوريا من كوارث، وقال بهذا الصدد، “ما حدث في سوريا كان أمرًا كبيرًا، واستثار غضب عرب كثيرين، كون نصف مليون سوري فقدوا حياتهم، فضلًا عن تشريد الملايين، وإهانة المرأة السورية، والتمكين الأجنبي من دمشق”.
وأكد أن تصرفات النظام السوري لا تعفى من مسؤولية انفلات الموقف من تحت قيادته.
وكان أبو الغيط، قال في آذار 2020، إنه من المبكر الحديث عن وجود نوايا لدعوة سوريا للانضمام إلى الجامعة العربية، مشيرًا إلى أن الوضع لم يتغير كثيرًا.
وبعد اجتماع طارئ عُقد في العاصمة المصرية القاهرة في تشرين الثاني 2011، علّق وزراء الخارجية العرب عضوية النظام السوري في جامعة الدول العربية، بعد أشهر من اندلاع الاحتجاجات الشعبية في سوريا، التي طالبت برحيل بشار الأسد.
وإثر صدور هذا القرار الذي وافقت عليه 18 دولة عربية، مقابل رفض سوريا ولبنان واليمن له، أُعلن عن فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على النظام السوري.
وظل المقعد السوري شاغرًا في الجامعة العربية منذ تجميد العضوية حتى آذار 2013، حين مُنح المقعد خلال القمة العربية المنعقدة في الدوحة للمعارضة، التي ألقى الرئيس السابق لـ”الائتلاف السوري المعارض”، أحمد معاذ الخطيب، كلمة باسمها، لمرة واحدة في ذلك الوقت والمكان.
وأُسّست جامعة الدول العربية عام 1945، ومقرها القاهرة، لكنها نُقلت إلى تونس بشكل مؤقت بين عامي 1979 و1990، إثر توقيع مصر اتفاقية “كامب ديفيد” مع إسرائيل.